الكثير من الأُمّهات الجُدد يواجهن هذه المشكلة، فنجد أن الأُمّ غالبًا لا تحب الجلوس مع طفلها، ولا تملك صبرًا لذلك، وفي الكثير من الأحيان تفقد أعصابها، أو تشعر بأنها محرومة من حياتها الاجتماعية، ولا تستطيع القيام بهواياتها، كما تشعر بالإرهاق طوال الوقت.
أولًا: هذا شيء طبيعي من الممكن أن يحدث خاصةً مع أول طفل، لأن وجود طفل ينتج عنه الكثير من التغيُّرات في حياتكِ الخاصة والاجتماعية أيضًا. فالطفل مسؤولية كبيرة، ورعايته تتطلّب وقتًا ومجهودًا كبيرًا، بالإضافة إلى حرمانكِ من النوم في الفترات الأولى، و بعد أن كان منزِلكِ هادئ ومُرتَّب طوال الوقت، تجدين أن كل هذا قد اختلف.
ينبغي عليكي أن تتعوّدي على حياتكِ الجديدة، وتستمتعين بقضاء أوقاتكِ مع طفلكِ، وهذا يتطلّب منكِ بعض المجهود والصبر وأن تتّبعي الآتي:
١- عليكي أن تخصّصي وقتًا في اليوم، كي تكوني وحدكِ أنت وطفلكِ فقط، و لا تفعلي أي شئ آخر في هذا الوقت غير الجلوس واللعب معه. ابدئي بساعة في اليوم مع الزيادة التدريجية، وبعد فترة سوف تشعرين بالمتعة، ويتحوّل هذا إلى روتين يومي مُمتع.
٢- من الأفضل أن تكوني دائمًا مع أصدقائكِ الأمّهات، وأن تنظّمن نُزهاتكن سويًّا في أماكن يوجد بها ساحة أو مكان مُخصّص يسمح للأطفال باللعب، فيستمتع الصغار بوقتهم، ويصبح عندكِ مجال في الالتقاء بصديقاتك.
٣- عليكي إيجاد طريقة ليكون طفلكِ معكِ وأنت تقومين بالأعمال المنزلية والمشاوير الخارجية، كي لا تشعري أنكِ ببسببه لا تستطيعين القيام بشئ. فمثلًا: إذا كنتي تحبّين ممارسة الرياضة، فابحثي عن صالات بها أماكن آمنة للأطفال. ويوجد الآن غرف لعب للأطفال بالكثير من صالات الجيم للسيدات. ويمكنكِ أيضًا أخذه معكِ إلى السوبر ماركت ووضعه في العربة أو “البيبي كارير”، ولا تستحي من أخذه معكِ إلى الكوافير، علي ألّا تتعدّى مدة وجودكِ ساعة كل مرّة، فمن الممكن أن تقسّمي الأشياء التي تودين القيام بها إلى عدّة زيارات قصيرة.
٤- حاولي القيام بكل شئ يتوجّب عليكي فيه أن تكوني وحيدة والطفل نائم. نظّمي يومكِ جيّدًا، ولا تضيّعي وقت نومه في أشياء من الممكن القيام بها وهو معكِ.
٥- حاولي ألّا تبالي بأن يكون البيت مُنظَّم معظم الوقت. تعوّدي على التعايُش مع الوضع، ولا تضيّعي وقتًا كثيرًا في ترتيب اللعب والحفاظ علي النظام، يكفي مرّة واحدة في نهاية اليوم .
ومع مرور الوقت، وقدرتكِ على تنظيم يومكِ بشكلٍ سليم، سوف تجدين أنكِ اعتدّتي حياتكِ الجديدة وسعيدة بها.
ريهام شريف
بكالوريوس إعلام الجامعة الأمريكية و دراسات في علم النفس