ماذا يفعل التلفاز بعقول أبنائنا؟

kid_watching_TV
shareTweet about this on Twitter0Share on Facebook50

  التليفزيون الجهاز ذو الوجهين.. بيبقي طيب لما بنبقي عاوزين نخلص من الولاد ونقضيها .. وبيبقي شرير لما بنلاقيهم متأخرين دراسيا أو بيضيعوا وقت كثير أو يظهر لديهم ميول لاستخدام العنف  والتعامل أو التحدث بطريقة غير لائقة،  و المشكلة أنه زمان كان التلفزيون بس..دلوقتي الموضوع وسع مننا وبقي في بلاي ستيشن وتاب ولاب وحاجات تانية كثير مبتخصلش ومش هتخلص!

  العلماء عملوا دراسات كثيرة أثبتوا فيها أن الأطفال بيتعلموا و يقلدوا كل حاجة هما بيشوفوها أو بيسمعوها،  وبالتالي فمشاهدة التلفزيون بدون فلترة أو رقابة من الأهل سوف تؤدي إلي تعلم أشياء كثيرة قد لا تتفق مع توجه الأم و الأب في التربية والتوجيه،  ومع الوقت بتزيد الرسائل السلبية والدروس المختلطة وبتكون النتيجة هي طفل غير منضبط  أو غير سوي أو عنيف أو ضعيف دراسيا، ووقتها بيكون التعامل مع المشاكل أصعب بكثير والتغيير بيبقي حصل وانتهي وانسي بقي تعرفي تغيري أفكار اتحفرت جوا عقل الطفل لسنين طويلة.

  في دراسة أمريكية وجد العلماء أن معظم الأطفال تحت عمر سنتين و لحد سن 6 سنوات بيقضوا ساعتين يوميا أمام شاشة ما .. ممكن تكون التلفزيون أو الكومبيوتر أو الموبايل اللي بقي الطبيعي إنه في إيد النونو أكثر ما هو في إيد مامته! أما الأطفال من عمر 8-18 فبيقضوا كل يوم حوالي 4 ساعات مشاهدة تلفزيون وساعتين إضافي كمان أمام شاشة أخري زي البلاي ستيشن أو شاشة الموبايل،  و بعملية حسابية سريعة, يبقي الطفل العادي في سن 18 سنة بيكون اتفرج علي حوالي 200 ألف ساعة محتوي في الغالب لا يخضع لرقابة الأب و الأم ولا يقارن بالوقت اللي بيقضيه الأب والأم معاه في الكلام واللعب والتواصل والتعليم والتربية!! رقم كبير قوي, صح؟! كمان أثبت العلماء أن سهر الطفل أو المراهق و الجلوس علي الكومبيوتر أو التلفزيون حتي ساعات متأخرة من الليل, بيؤدي إلي إصابته بالاكتئاب و القلق لأنه بيؤثر علي الساعة البيولوجية وبيعرض الجسم لإضاءة صناعية خافتة وإشعاعات ضارة خلال الفترة اللي مفترض يرتاح وبينام وينمو فيها.

  ومن الملاحظات المثيرة للاهتمام في الدراسات التي قام بها العلماء فيما يخص الآثار النفسية لمشاهدة التلفاز علي الأطفال و المراهقين, وجد أن تكرار مشاهد العنف والعري والألفاظ والإيحاءات التي لا تناسب الطفل, تؤدي إلي فقدان إحساسهم بالصدمة أو الرفض الإجتماعي لتلك التصرفات مع مرور الوقت، والصورة السلبية عن شئ ما إنه “حرام” أو “عيب” أو “غير مسموح” مع الوقت بتتلاشي لكثرة تكرار الأمر و اعتياده عليه.

و بما إن المنع التام عمره ما هيكون حل و خصوصا في زماننا هذا, فهناك بعض النصائح التي أوصي بها العلماء في الأكاديمية الأمريكية للطفل لتلافي الأضرار قدر المستطاع:

1-    حولي وقت التلفزيون أو البلاي ستيشن أو الموبايل لوقت عائلي، اتفرجوا مع بعض علي برنامج مفيد أو العبوا جيم مع بعض أو خليهم يفرجوكي علي الحاجات اللي بيحبوها وبتهمهم من غير ما تسخري منها أو تحسسيهم أنك بتراقبيهم. خدي الموضوع كنوع من الصداقة وتحسين العلاقة بينكم وشاركيهم في اهتماماتك أنتي كمان. اتكلموا بإيجابية وافتحوا نقاش. واحرصي علي أن لا يتحول النقاش لخناقة حتي لا تكون أول وآخر مرة! لو جه منظر عنيف أو سلوك سلبي اسألي الطفل ايه رأيه في الموضوع دا، فهميه أن دا في العالم الواقعي شئ حرام أو غلط أو سلوك غير مهذب, و أن في طرق كثير أحسن للتعامل مع البشر أو مع اللي بنختلف معاهم.

2-    حددي وقت يومي للأجهزة الترفيهية عموم، الوقت دا مفروض يعني يكون ساعتين يوميا كحد أقصي ومش مسموح لأقل من سنتين أنهم يعملوا أي حاجة غير اللعب معاكي ومع أخواتهم والتعلم بالمحاولة والخطأ. قاعدة الساعتين دي تنطبق علي البيت كلهYou   lead by example أكيد و لا ايه؟ حاولي تكون اختياراتهم خلال الساعتين دول حاجة مفيدة أو تعليمية أو علي الأقل مناسبة للقيم والمبادئ والأفكار اللي عاوزاهم يتعلموها.

3-    لا تسمحي بوجود التلفزيون أو البلاي ستيشن داخل غرف النوم، وقت المذاكرة والنوم هو وقت المذاكرة والنوم ومش لحاجة تانية!

4-    غير مسموح بمشاهدة التلفزيون أو اللعب علي الموبايل أثناء تناول الطعام –  ودا ليكو أنتوا الكبار برضه- لأن المفروض وقت الطعام وخصوصا وجبة الغداء هو وقت تجمع الأسرة كلها علشان تتواصل و تتكلم. و لو أصر ابنك أو بنتك علي أنهم يستخدموا الموبايل وقت الغداء يبقي يتخصم من وقت الترفية اليومي بتاعهم .

5-    اشتركي لهم في أنشطة أخري مفيدة، سواء كانت أنشطة تعليمية, فنية, علمية, دينية, أو رياضية يفرغوا فيها طاقتهم و يتعلموا منها مهارات مفيدة.  في البيت, اشغليهم بألعاب تنمي المخ مثل ألعاب الذاكرة والبازل والمكعبات. العبوا ألعاب جماعية أو اعملوا مكتبة في البيت ونادي للقراءة وأكثر واحد هيقرأ كتب كل شهر يكون له مكافأة معتبرة.

6-    خلي التلفزيون بالنسبة لهم رفاهية مش حق مكتسب، يعني التعامل مع الأجهزة الترفيهية علي أنها حاجة لها وقت محدد، يعني ممكن بعد ما يخلص الواجب والمذاكرة ومهام البيت اللي هيساعدك فيها يكون في وقت للحاجات دي كنوع من الرفاهية و ليس المكافأة.

7-    جمعي محتوي جيد شيق مناسب لعمر أولادك علي اسطوانات أو علي الكومبيوتر وخليه دايما قدامهم و جددي فيه كل شوية، بحيث تكوني قدمتي لهم خيارات أفضل من مجرد القعدة أمام التلفزيون و مشاهدة الموجود و السلام!

و أخيرا متعتبريش التلفزيون أو الأجهزة الترفيهية عموما عدو ومتعتبريهاش حبيب في نفس الوقت، اعتبريها واقع لازم تتعاملي معاه بذكاء علشان تقدري تتفاهمي مع ولادك و تكسبيهم وتقللي قدر الإمكان من أي شئ ممكن يأثر علي توجهاتك و طريقتك في تربيتهم…الله يعينك!

شيماء سعد

1 Comment

Leave a Reply