سالي بنت جميلة، مُثَقَّفة، خِرّيجة هندسة، هي الأُخْت الكبيرة وليها أخ وأخت أصغر منها. اتجَوِّزت أيمن وهي عندها 23 سنة، وهُمّا بيحِبّوا بعض، وعاشت أجمل أيام الخطوبة وكتب كتابهم. واختاروا الشَقّة والجهاز مع بعض، وديكور الشَقّة، والفُسْتان، والفرح. واتجَوِّزوا، ورجعت سالي من شهر العسل على بيتها وهي لسّه حاسّة نفسها غريبة ومش واخدة عليه! وكل يوم أيمن يروح الشغل الصُبح، وهي تنزل معاه تروح لماما علشان ماتفضلش لوحدها وتزهق، وييجى أيمن على مامِتْ سالى يتغَدّوا هناك، ويرَوّحوا بالليل.
ولمّا يكون فيه حد جاي يبارِكْلُهم، ماما تروح لسالي من الصُبح توَضَّب معاها الدنيا، وتجَهِّز الحاجات الحلوة إللي هيقَدِّموها للضيوف، وتنزل ماما قبل ما الناس ييجوا.
ويمُرّ شهرين، وسالي تكون حامل، وكل العيلة تتبِسِطْ. أوِّل فترة حَمْل مُتْعِبة أوي.. دوخة، وترجيع. تقول لأيمن: “أنا مش قادرة وتعبانة أوي.. نروح نقعد عند ماما”، ويروحوا عند ماما شهرين، وأيمن يقولّها: “خلاص، عَدِّت مرحلة التعب الأولى.. نرَوَّح بقى”، ويرَوَّحوا، وسالي حاسّة بغُرْبة شديدة في بيتها، وكل كام يوم تروح لماما تقعد عندها شويّة، وبعد كده بدأت تِتْقَل، والحَمْل يتعبها راحوا قعدوا عند ماما لحد الولادة.
سالي وِلْدِت أوِّل بَنّوتة، وطبعًا تعبانة من ألم القيصري، ومِحْتاسة بأوِّل تجربة في الأمومة. سالي قعدت عند ماما لحد ما رَبْعَنِت، وجَت تروَّح وماما قلقانة عليها هي وليلى بنتها. وروَّحت، وكل يوم تكَلِّم ماما تعَيَّط وتقولّها: “أنا مش مِلاحقة!.. ليلى مش بتنام خالص، وأنا مش عارفة إمتى أنَضَّف وأطبُخ ومِحتاسة!”. ماما بقت تروح تساعد سالي كتير، أو تبعتلها الغدا بتاع كذا يوم مع إخواتها. سالي فِضْلِت في بيتها شهر، وراحت عند ماما.. أصل ليلى بتِسَنِّن، وتعبانة، وبتسخن من التطعيم.
كل شويّة أيمن يقولّها: “إحنا بقينا نُصّ لِبْسنا هنا، ونُصُّه عند ماما! أنا عايز آخُد راحتي في بيتي”، وبدأت المشاكل.. كل لمّا سالي ترَوًّح بيتها، تبدأ مرحلة جديدة مع ليلى ومش عارفة تسيطر على الأمور! لمّا ليلى بدأت تِحْبي، أو عايزة تِتْطَعًّم، أو بدأت تمشي، أو عيّانة، أو كل لمّا تحتاج مشوار تسيبها عند ماما.
ليلى كِبْرِت شويّة، ومُعْظَم الوقت سالي مُقيمة في بيت ماما، وليلى علاقتها بجِدّتها أقوى من ماما، هي إللي بتعرف تأكِّلْها، وتشَرَّبها، وتنَيّمها! سالي بعد سنتين حِمْلِت تاني، وكَرَّرِت نفس التجربة، واختارت حضانة لليلى جنب بيت ماما، ومُعْظَم الوقت ماما إللي بتوَدّيها الحضانة والتمرين، ولو سالي بتوَدّيها لازم ماما تكون مِجَهِّزة الغدا.
وتمُرّ الأيام.. وعَدّى على جواز سالي 6 سنين، وليلى بقت عندها 5 سنين، ويوسف عنده سنتين. أيمن خلاص.. فاض بيه، وقالّها: “مش كل واحدة بتتجَوِّز بتقيم عند أهلها.. أنا مش براحتي! ولادنا مُرْتَبِطين بجدودهم أكتر مِنِّنا! كل الرولز إللي بنحُطّها بتبوظ هناك.. أصلًا هُمّا بقوا ولاد مامتِك، وهى إللي شايلة مسؤوليّتنا وكإنها هي إللي اتجَوِّزت جديد مش إنتي!”.. والخناقة كِبْرِت أوي، ونزل أيمن وساب البيت.. سالى مُنْهارة، ومش عارفة تفَكَّر، وطلبت مِنِّنا نساعدها.. وإحنا هنساعد سالي، وكل عروسة، وأُمّ جديدة، ونقولّها:
- سالي حبيبتي، إنتي اخترتي كل تفصيل في رحلة بناء أُسْرة بمزاجِك. من أوِّل اختيار عريسِك لحد بيتِك وفرحِك، وخَلّيتي كل إللي حواليكي يحترموا رَغْبِتِك، وقولتي: “أنا خلاص كِبِرْت، وبقيت مسؤولة”.. يبقى نشيل الشيلة كاملة، الباكيدچ على بعضها كده هههه.
- بيتِك ده مَمْلَكْتِك.. حياتِك.. لازم تخَلّي في كل رُكْن فيه ذكرى حلوة ليكي إنتي وجوزِك وولادِك؛ زي سهرة حلوة مع أيمن، عزومة لأصحابكوا، سهرة مع إخواتكوا ولَمّة شباب العيلة، حفله لأصحاب ولادِك. بيتك إنتي خَلِّتيه (بيتي فترينة بدل بيتي مَمْلَكْتي) كان للزيارات بس.. القرايب ييجوا يباركوا ويتفَرَّجوا على ديكور وجهاز وبس.
- مقَدَّرة أوي إن الحَمْل مُتْعِب، وكل الستات بتِحْمَل وتتعَب، لكن كان ممكن تصبُري، وتسألي، وتتعَلِّمي من تجارب إللي قبلِك، وتفضلي في بيتِك تجَهِّزيه لاستقبال أوِّل فرحتكوا.
- الولادة.. يا أُمّهات يا جميلات، إحنا مش بنتفاجئ بالولادة.. إحنا مُنْتَظرينها قبلها بـ 9 شهور! تكوني قرأتي، واتعَلِّمتي، وحَضَّرتي حاجات تفيدِك في الاستعداد للولادة .
- طبيعي بعدما تولدي ترتاحي في بيت ماما أسبوع أو 10 أيام كفااااااية أوي. مش لازم 40 يوم، كده عُمْرِك ما هتِعْتمدي على نفسِك .
- لو كُنتي ارتبَطّي ببيتِك من الأوِّل ماكُنتيش هَتْحُطّي بيت ماما من الأوِّل استِبْن لبيتِك.. وللأسف مع الوقت المُعادلة اتقلَبِت .
- مش كل تجربة جديدة ليكي مع ولادِك لازم تكوني عند ماما. خوضي كل التجارِب مع ولادِك، واستمتعي بيها بكل تفاصيلها من نجاح وفشل.. هي دي ذكريات عُمْرِك وعمرهم.
- ليه تحرمي نفسِك من الاستمتاع بإنجازاتِك حتى لو كانت بسيطة؟ زي عزومة عملتيها لوحدِك، أو إنك فَطَمْتي ابنِك، أو إن بنتِك حَقَّقِت إنجاز في رياضة أو دراسة ؟ دي أجمل لحظات حياتكوا.
- جوزِك عامِل أساسي في الوَضْع الحالي، لإنه استسهِل من الأوِّل وماحاولش يساعدِك. الحياة الزوجيّة مشاركة في كل حاجة، وأهمَّها الدَعْم النفسي لبعض .
- اعتمادِك على نفسِك هيعَلِّمِك تنَظَّمي وقتِك بين بيتِك وولادِك، واهتمامِك بجوزِك وبنفسِك.
- سهل إنك تِتْحَدّي نفسِك وتنَجَّحيها قُدّام نفسِك قبل أي حد، وتتعَلِّمي إزّاي تستعِدّي لكل مرحلة بطرق مختلفة؟ منَظَّفة بيتي، ومِجَهِّزة أكل في الفريزر، ومرَوَّقة الدواليب وغيره.
- الجِدّ والجِدّة رسالتهم كآباء وأُمّهات خَلَّصوها معانا على أكمل وجه، وجِهْ دورهم مع أولادنا إنهم يستمتعوا بيهم وده هنناقشه تفصيليًّا الحلقة الجاية.
- كل عروسة وكل أُمّ جديدة، المسؤولية ممكن تكون صعبة عليها، لكنها ممتعة ومثيرة، والتجارب هي إللي هتشَكِّل تفكيرِك وتثري حياتِك بالخبرات. بلاش تضَحّي بكل ده خوفًا من الفشل.
- حتى لو فشلتي -لا قَدَّر الله- دايمًا قولي لنفسِك إن الفشل بداية النجاح، وقومي تاني وكَمِّلي.
- (لا يُكَلِّف الله نفسًا إلّا وسعها) طالما ربِّنا إدّاكي النِعَمْ دي والمسؤولية دي، يبقى هو عالِم إنك قَدَّها. بلاش تتخَلّي عن الثواب والمتعة دي.
- خَلّي زيارتِك لبيت أهلك وأهل جوزِك عزيزة، يعنى يستَنّوها ويوحشوكوا، ماتخليهُمْش مستَنّيينكوا ترَوَّحوا علشان يرتاحوا شويّة. استمتعي بمكالمتهم، وكلها لهفة علشان يشوفوكي إنتي والولاد.
- رسالة لكل أُمّ عروسة: يسلموا إيديكي إللي رَبِّت وكَبَّرِت.. شكرًا يا أجمل أُمّ.. من النهاردة ارتاحي واتفَرَّجي على ثمرة تعبِك.. بَنّوتِّك كِبْرِت وبقت عروسة، وست بيت زي الفل.. سيبيها تخوض التجربة وتنجح زيِّك، إدّيها خبراتِك، بس بلاش تشتغلي بدالها.
- سالي وكل أُمّ، عندِك أقوى سلاحين؛ الدعاء والاستغفار.. بجد بيهَوِّنوا كتييير، وربِّنا بيفرِجْها أوي. استعيني بالله، هو خير مُعين.
سالي.. يا أجمل عروسة وأطيب أُمّ، بيت العيلة دايمًا بيكون بيت العِزّ.. جَهِّزي بيتِك يكون بيت العِزّ لأولادِك وأحفادِك. استمتعي وإنتي بتزرعي الورد في جنانين بيت العِزّ..
ملحوظة: ده نموذج من التَهَرُّب من المسؤولية، ومش كل بنت في بيت مامتها كده، ولكل قاعدة شواذ.
مُنْتَظِرة آراءكُم.. وأشوفكُم على خير إن شاء الله.
بقلم: سارة مصطفى هاشم
مُدَرِّبة مُعْتَمَدة في التربية الإيجابيّة من الولايات المُتَّحِدة الأمريكيّة
مواضيع أخري اخترناها لك:
الصورة: Bigstock




حلوة اوى بجد
فى ناس فعلا مكان سالى و تعبوا جدا فى حياتهم
حلوة يا سالى
هي دي كانت أحلى أيام حياتي بجد الكلام دة حسّاه هيكون لسان حالي لما ولادي يكبرو …
أهم حاجة ان اسمها سالي :)
لكن مستنية المقال الجاي انا حسيت بالأمل لما لقيتني مش للدرجادي :)….
القصه حلوه أوى ومكتوبه بطريقه خفيفه تخلى الواحد يقراها وما يزهقش منها ودى فعلا قصه حقيقيه لناس كتير..
رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائعة
رائعة
عرض شيق جدا و مبسط لمشكله شاءعه فعلا… و يمكن يكون مفيش كتير زي سالي لكن في كل مننا شيء من سالي..
لكن فعلا ده بيكون له اثر سلبي جدا على علاقه الزوجين و على الابناء،
و جزاكي الله خيرا على اثارة الموضوع ده فلازم الانتباه له
جميله واخدت منها عبره لمستقبل روان بنتي ال في اولي ثانوي نساعد بالقليل ونراقب من بعيد دورنا النصح وشحذ الهمم ومشاركتهم نجاحهم مش نكبر تاني ونربي تاني
حلووووو قوووي يا سارة 🙂 مقالة جميلة وناعمة :)) اسلوب سلس ومتدرج وجميل.. بتوصلي المعلومة والصورة بشكل تدريجي وجميل.. تسلم ايديكي 🙂 واتمنى التوفيق لسالي 🙂
حكايه بتحصل في نسبه كبييييره من بيوت مصر لان البنت بتفضل دايما صغيره في نظر أهلها مهما كبرت واتجوزت شايفين ان اي حاجه جديده زي استقبال ضيوف حمل ولاده تسنين فطام …….كلها أمور الأمهات الكبار مروا بيها لوحدهم بس عند بناتهم مش مستوعبين انهم كبروا أنا شايفه ان طالما البنت اتجوزت يبقي تتحمل هيه تبعات الجواز ودي اهم فتره في حياه كل ولد وبنت يجربوا ويغلطوا ويصلحوا من نفسهم لانها حياتهم هما ولما يقعوا في مشكله وهما في البدايه حيتلافوا الوقوع في مشاكل كبيره بعد كده لكن في قصه سالي هيه دلوقتي حتتعرف علي بيتها وجوزها وكمان ولادها مره واحده من جديد وإلا بلاش جواز من أساسه بقي.
أنا للأسف كنت زي سالي بس كان غصب عني، زوجي كان بيقعد في شغله ست ايام ويجي 3 أيام، وللأسف شقتي كانت في منطقة جديدة، ما كانش ساكن في الشارع كله غير 3 شقق، بس ، وكانت واحدة منهم برضه جوزها بيسافر وفماكانتش موجودة زيي، قضيت كدة 5 سنين، بجد كانوا عذاب ، كنت بجي بيتي يوم ونص كل 6 أيام، ما حسيتش إني اتجوزت، وأول مرة استقريت كانت لما أخو زوجي اتجوز أخير وبقى فيع حد معايا في العمارة، بس اتستقريت لأول مرة في بيتي وأنا معايا طفلتين (سنة وشهرين، و8 شهور) ، كانت بجد ماساة، نصيحة يا بنات، لازم تاخدي على بيتك من اول الزواج لإن كل مدى المسؤولية بتزيد، واللي بتتجوز واحد هيسافر يإما تبقى ظروفه تسمح إنها تقعد في شقتها مستقرة، يا إما لما يبقى يستقر يبقى يجوز،، ونصيجة تانيةـ ما تقبليش بوضع على وعد انه هيتغير في خلال سنة أو اثنين، ، لإنك خلاص مادام قبلتي بوضع ما، بقيتي في أمر واقع مش هتجبري حد على تغييره، أنا كان مفروض حماتي هتنقل في العمارة من اول زواجي، لإني قلت مش عايزة شحططة، بس قعدت خمس سنين بدون استقرار
رااااااااااااااااااااائعة بارك الله فيك