لا تيأس … مرة فيهم هتنور – سارة سليمانPosted by on

لا تيأس

I have not failed، I’ve just found 10,000 ways that won’t work – (Thomas Edison)

“أنا ولا مرة فشلت, أنا بس جربت 10,000 طريقة غير ناجحة”  – توماس إديسون

كل مرة باقرأ المقولة دي للمخترع الشهير إديسون, مخترع اللمبة, باندهش! و كل مرة باقعد أفكر و أسأل نفسي نفس السؤال: 10 آلاف؟؟ يعني إيه 10 آلاف, ده أنا حتى باكتبها آلاف بالحروف من كتر الأصفار عشان ماتلخبطش! و أقعد أفكر نفسي إنهم مش 100 مرة و لا 500 ولا ألف, لأ 10 آلاف!! الصراحة رقم مهول و تجربة غريبة من نوعها وأذهلت و لازالت تدهش ناس كتير، و أكيد أكيد الجملة دي أبسط حاجة على الأقل ممكن تديهالك إنك تقول لنفسك لو كنت في تجربة ما: طالما هو حاول عشرة آلاف مرة يبقى أكيد انا ممكن أحاول مرة كمان! لكن الصراحة الموضوع أعمق من كده بكتير.

  كتير مننا بيخوض تجارب في حياته و بيفشل، شئ طبيعي إن حياتنا تكون كده لأن إحنا بشر و لازم بنغلط، والأخطاء بتكون على المستوى اليومي, ممكن نكون حتى كل يوم بنغلط, مع أزواجنا بنغلط: أكون عارفة إيه اللي بيضايقه و برضه ألاقي نفسي باعمله أو يبقى عارف إنها مابتحبش إنه يتريق عليها قدام أهله و برضه بيعيدها… ده مثلا يعني، مع أولادنا في تربيتهم كل شوية بنغلط: مش بنعرف نتحكم في أعصابنا و بنصرخ فيهم و ممكن حتى أحيانا نضربهم, و نندم و نقول مش حنكرر الموضوع تاني و برضه بنعيدها، مع زملائنا في الشغل, مع أهالينا, و حتى مع نفسنا دايما بنغلط، عادي بتحصل، كلنا بنغلط، بس ارجع إقرا المقولة تاني, إديسون ماقالش إنه غِلِط, وماعترفش إنه فشل!! إيه ده؟ مافشلش؟ أمال إيه؟ هو كان بيجرب!

حاجة حلوة أوي ووسيلة هايلة للوصول للنجاح أو للهدف اللي أنت راسمه قدامك إنك تعتبر أخطائك تجارب أو محاولات، و كلمة تجربة في حد ذاتها تعني إني قد أصيب و قد أخطئ, لأنها تجربة! زي التجربة المعملية ، يا حتنجح يا حتكون عكس كده.

 طب إيه الفرق يعني, ماهي كلمة غير ناجحة يعني فاشلة؟! لأ،،،و هو ده سبب كتابتي للمقال ده، إتعلمنا في النيورو سيمانتكس إن مفيش حاجة اسمها فشل, في حاجة اسمها إني عرفت ما لا يصح، مهم أوي إنك تقول لنفسك الكلام ده و بصوت عالي, أنا مافشلتش, أنا فقط جربت حاجة و مانجحتش قبالتالي تسيب لنفسك الفرصة إنك تجرب تاني فيمكن تنجح، ماهو لما الواحد يقول لنفسه إن دي مانجحتش يبقى أنا باقول إني لعلي أتعلم لما مانجَحتش في اللي أنا جربته إني أتفادى اللي عملته فأجرب تاني فأنجح، يمكن أنجح! لكن لما أقول لنفسي أنا فشلت: أنا كده قفلت على نفسي إني أحاول مرة تانية أو إني يكون عندي من الإيجابية إللي يخلليني أعيد التجربة, لأني ساعتها خلاص حاعيدها ليه؟ أنا فشلت!

  تخيل .. إديسون ماعترفش إنه فشل، اعترف إنه جرب حاجة مانجحتش, فتعلم يتفادى ايه و يجرب ايه جديد وحاول تاني وتالت وعاشر و…عشرة آلاف!!! عشرة آلاف محاولة و انت بتقول فشلت؟ عايز تبطل محاولة وتستسلم؟ طيب كنت تعرف إن إديسون لما فضل يحاول عشرة آلاف مرة إنه في وسط التجارب دي توصل لتطوير جهاز الفونوغراف و اخترع آلة التصوير السينمائي و في الآخر وصل للمصباح الكهربائي اللي أنت بتنوره و بتعتمد عليه كليا لحد النهاردة؟ لو اقتنعت إنك مافشلتش و إن محاولاتك كانت مش فاشلة لكنها فقط غير ناجحة ساعتها حتكون بتتعلم أكتر بكتير، ساعتها حتكون سايب لنفسك الباب أو الفرصة إنك تتعلم من أخطائك فتتفاداها وتجرب غيرها مرة و اتنين و عشرة آلاف لحد ماتوصل للي إنت عايزه، إدي لنفسك الفرصة وإقتنع أوي بقدرتك و مهارتك إنك تقدر تحاول, لحد ما أكيد مرة فيهم حتنور.

 تخيلوا لو طبقنا المفهوم ده في كل نواحي حياتنا ، وأهمها واللي عايزة أركز عليها الآباء: سيبوا عيالكو يغلطوا, فيها إيه؟ أهم حاجة إنتو بس ماتغلطوش إنتو كمان و تنفعلوا عليهم و تصرخوا فيهم لما يغلطوا فيبطلوا أصلا يحاولوا، فتكونوا بدل ما إنتوا بطلتوهم إنهم يغلطوا تكونوا موتوا فيهم حب المحاولة و رغبتهم في الإكتشاف، ودي الكارثة الكبرى: الإنسان اللي اتربى على إنه فاشل أو خَطاء وبس ده يجرب تاني ليه؟ ماهو عارف إنه حيتهزأ وحيتصرخ في وشه فحيتفادى كل ده, حيتفادى محاولة إنه يحط لنفسه ميه في الكباية لأنه لو دلق على الترابيزة أو على الأرض ماما حتصرخ في وشه فيروح من الأول ويقوللها حطيلي مية، حيبطل يتعلم لأنه لو امتحن وجاب نمرة و حشة بابا حيضربه، لو كان بيلعب رياضة ومش بيكسب حيبطل تمرين لأن الأهل شايفين إنه فاشل وماحدش بيشجعه.. حيبطل.. حيبطل.. حيبطل.. وحيعيش الطفل الفشل اللي احنا طول اليوم بنصفه بيه!

  يا آباء رجاء احذفوا كلمة الفشل من قاموس التربية, لو كان أي حد مع توماس إديسون وهو بيجرب عشرة آلاف مرة قاله أنت فاشل و لو كان هو ساب نفسه للاعتراف بالفشل ماكانش وصل للنتيجة بتاعته، هو حد أصلا يذكر هو غلط في إيه العشرة آلاف مرة؟ طيب حد يعرف حتى 5 من الغلطات اللي عملها؟؟ لأ طبعا لأن لمبة واحدة منورة فاقت العشرة آلاف محاولة غير ناجحة!!

  أنت كمان ابتدي من جديد وحاول تاني, مفيش حاجة تقدر تقف قصادك لأن باب المحاولة مفتوح دايما, و باب التعلم من الأخطاء مفيش أوسع منه، لكن أهم حاجة إيمانك بقدرتك على المحاولة وإقناعك لنفسك إنها أكيد حتنجح حتى لو الأمر طول، و نصيحة مهمة أوي: ماتعتمدش على اللي حواليك، أحيانا كتير بنكون ناقصنا التشجيع و ناقصنا الزقة أو الدفعة اللي حتخلينا نقوم و نحاول, وغالبا ما بنكون مستنيين الدفعة دي من الناس ونقول لنفسنا: لو لقيت تشجيع حابدأ! طب ولو مالقتش؟ ولو ماحدش حيشجعك؟ حتحس بالفشل؟ حتستلم؟ افتكر كويس: إنت جواك إيمانك بنفسك, جواك إيمانك بقدرتك, جواك فكرة عايزة تتحقق وهو ده كل اللي أنت محتاجه عشان تتقدم و تحاول، أنت إنسان كامل, مش مكسور ولا ناقصك حاجة و كل مصادر النجاح موجودة جواك، أنت كل اللي محتاجه إنك تدور جوا نفسك و لو مش عارف تدور جوا نفسك تتعلم إزاي تدور و تفهم نفسك أحسن وتفعّل المصادر اللي جواك عشان تشتغل من درجة كويس إلي الأحسن.

  أسيبكم وإنتو بتفكروا, لأن أكيد الكلام حينشط أسئلة كتير وحيجيب أفكار كتير وحيخللي واحدة من اللمبات أكيد تنور!

فتكم بعافية
سارة محمود سليمان
ميتا كوتش ومدربة علاقات زوجية معتمدة

 

روقان

اترك تعليقاً