.
هل انسي أني انثي؟ صبحت الشمس عيناها الجميلتان قبل ان يرن منبه غرفتها … فقامت متثاقلة اطفأته و نظرت فإذا هي قاربت السادسة صباحا …. فجلست ف السرير لتفكر ان جميع الأيام اصبحت كجميع الأيام ……. فهي أصالة طبيبة اربعينية لم تقابل نصيبها بعد … لم يرحمها الناس … لكنها اتخذت قرارا مهما …. ان ترسل اليهم رسائل بعينيها مفادها انها لا تبالي …. لا تبالي بمن هي اصغر منها و خطبت قبلها …. لا تبالي بكثرة الأسئلة عن حياتها الخاصة و ذلك النصيب المتأخر ….. لا تبالي بنظرات الجيران و مصمصه شفاه الخالات و العمات لحالها …. لا تبالي بتجنب صديقاتها المتزوجات ظنا منهم انها قد تحسدهم ….لا تبالي فهي طبيبة الاطفال الناجحة الميسورة التي لا تحتاج لأحد …. بالعكس هن اللاتي يحتاجنها و يتصلون بها في استشارات طبية سريعة ….. ولكنها اليوم واجهت نفسها بالحقيقة …. فهي حقا تبالي …. تتظاهر بالفرحة و في حلقها غصة حين تسمع بخطبة او زواج احداهن ….تسهر ليلها تدعو لها الله خوفا من أن تحسدها بغير قصد ….. تصارع رغباتها الأنثوية ليلا.و تبلل وسادتها بدموعها حتي النوم ….. تطعنها نظرات و أسئلة من حولها عن اخبارها الخاصة و ترد عليهم بابتسامة لا لون لها…. و تفرح و تتألم حين تكون سببا في شفاء ملاكا من الأطفال في المستشفي الخيري الذي تطوعت به او عيادتها الصغيرة العامرة دائما بصخب الأطفال … تفرح لشفاؤه و تتألم و ينفطر قلبها لضعف أملها بحلم الأمومة الذي يراود كل انثي علي وجه البسيطة فبداخلها رغبة لامتلاك مثل هذا الكائن الجميل ولكنها ارادة الله …… حتي نظرات الحسرة في عين أمها باتت تقابلها بكلمات مواساة مقتضبة …. يا الله من يواسي من ؟؟….تلك أمها و لكن ماشأن الآخرين بمن ستتزوج أو متي او كيف …. هذا شأنها الخاص و نصيبها.. إذا جاء فحمدا لله …. و إن لم يجئ فهذا قدر الله و أكيد هو الأفضل لها …. ماذنب الزهرة ان هي لم تجد من يرويها …… أتذبل و تطأها الأقدام ?.. هي تمضي في طريقها ….تعيش بقلب فتاه في العشرين …. تقود سيارتها ….. تعمل و تجني المال الوفير …و تساعد غيرها … تصلي و تدعو ربها … تحاول اقناع قلبها احيانا بأنها لا تحتاج لظل رجل كما يقولون ولكنه يأبي الاقتناع…. و مازال عقلها يحتار و يتسائل هل أستمر في ذلك الأمل المتضائل بمرور الأيام…. أم أتعايش مع وحدتي و أكف قلبي عن الإنتظار و أنسي اني انثي؟؟؟؟؟ ….. سؤال لا يعلم اجابته سوي مقلب القلوب سبحانه …. نفضت عن ذهنها الافكار ثم قامت لوضؤها و صلاتها و حياتها و القلب ينبض بالرضا لمراد خالقه تعالي.
إيمان ابراهيم
Photo credit: Andrew Bayda/bigstock




اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.