5 خطوات لبناء علاقة ناجحة مع ابنيPosted by on

5 خطوات لبناء علاقة ناجحة مع ابني

.

تتعدد علاقاتنا الاجتماعية ، وتتنوع من حيث تأثيرها علينا ومن حيث محبتنا للطرف الآخر فيها ، ومن حيث رغبتنا في استمرار تلك العلاقات من عدمها، ومن الممكن تصنيف العلاقات من حيت المكسب والخسارة إلي:

(1) علاقات يجب أن أكسبها .. لأني أريد ذلك وأستفيد بذلك.

(2) علاقات يجب أن أخسرها .. لأن وجودها واستمرارها في حياتي خسارة كبيرة .

(3) علاقات أحتفظ بها في حالة حياد .. فهي علاقات لا أحرص عليها ولكني لا أريد أن أخسرها لاعتبارات دينية أو دنيوية، فهذه علاقات أجمدها بمعني أنني لا أتركها تحرق أعصابي وتستفزني بل أضعها علي الرف في حياتي.

والسؤال الآن .. تحت أي نوع من الأنواع السابقة تندرج العلاقة بالابن؟ عند إلقاء هذا السؤال علي عدد من الناس اتفقوا جميعا على أنها علاقة يجب أن أكسبها، لكن الإجابة اختلفت عند إلقاء نفس السؤال عن العلاقة بالزوج أو غيره.

لكن لماذا رأي الجميع أن العلاقة بالابن علاقة يتحتم أن أكسبها؟

أولا: الجانب الغريزي…فأنت تحبين أبناءك بقوة غريزية أودعها الله تعالى في قلبك، وليس هناك أي إنسان آخر تحبينه من نفس المنطلق، حتي حبك لوالديك حب مكتسب من تصرفاتهم معك وليس غريزيا.

ثانيا:أن أكسب أبنائي فهذا منفعة دينية عظيمة فالابن هو الولد الصالح الذي آمل أن يدعو لي، وهو الصدقة الجارية إن علمته الصلاة والصوم فأجر العمل يعود إليّ، وهو العلم الذي ينتفع به إن ذاكرت له بنية طيبة .. ففي الابن مشاريع كثيرة.

ثالثا:الابن قريب لصيق من الناحية الدنيوية، إنسان يكبر أمام عيني وأكبر أمام عينه وأتمني أن أجده جانبي في مستقبل أيامي.

اذن مادامت الرغبة موجودة فلماذا لا ننجح في أن نكسب اولادنا؟ لماذا نعيش معذبين بهم صغارا وعندما يكبرون نفقدهم علي أعتاب المراهقة؟

 

قبل أن أجيب أسأل القارئ:
لماذا تذهب بابنك للطبيب عندما يمرض مع انك تحبه أكثر مما يحبه الطبيب؟
لماذا تذهب بسيارتك الي الميكانيكي مع انك تحبها اكثر مما يحبها هو؟

والإجابة هي أنك لا تملك المعرفة والمهارة الكافيتين لأداء المهمة فهكذا علاقتك بأبنائك .. تحب نعم ، قرأت في التربية .. ربما نعم، لكنك لا تملك المعرفة والمهارة ولذلك تبوء محاولاتك بالفشل، أو لنقُل لا تحقق النجاح المتوقع.

هناك خمس أساسيات كبيرة يجب أن نتعرف إليها جيدا:

الأساس الأول:
كل الناس في الحياة تتحرك من منطلق البحث عن السعادة والهروب من الألم، هذا هو منبع التصرفات البشرية، أما كون الإنسان حقق هذه السعادة أم لا فهذا شئ آخر يرتبط بالقدرات والمهارات، ومن قبلها إرادة الله، فابنك يتصرف من هذا المنطلق .. “كيف” يقترب مما يمنحه اللذة والسعادة ويهرب من الألم؟ فإذا كانت علاقتك به قائمة علي اللوم والتوبيخ فلن تكون بالنسبة له دائرة سعادة، بل سيكره قربه منك، وعندما يتمكن سيهرب من لومك! ولذلك تأمل معي هذه الصورة: أم تمرض وتتعب فيجلس ابنها إلي جوارها ويمسك بيدها، والأخري تمرض يبرها الابن مضطرا ، تجد الأولي رغم مرضها تقول: “فلان هو فيه زي فلان ربنا يكرمه”، تملؤه بالسعادة .. تسأله عن أحواله ، يحب الاقتراب منها، والأخري مسكينة نعم .. ولكنها تضعه في دائرة ألم: “الحقني انا بموت!” ،الفرق في الاساس ليس فرق البر بين الابنين وإنما فرق التعامل، ضع ابنك في دائرة سعادة كف عن ملئ شعوره بالقلق بلومك وعتابك.
اكتب الآن قائمة بأشياء تمثل لابنك أو بنتك دائرة سعادة، وحاول أن تحققها وستري الفرق.

وأضرب مثالا: “ابني يحب الجاتوه والقصص، ويحب أن أخرج معه إلي النادي مبتسما، وأن أدعو صديقه ، حاول أن تمنحه شيئا من هذه الاشياء كل يوم .. وراقب “، وكف عن تربيته باللوم سواء كان اللوم ضربا أم سبابا، لأن اللوم يجعل ما أقدمه من سعادة منعدم أو قليل التأثير.

الأساس الثاني:
افهم الرسالة الصحيحة .. لنضرب مثالا: عندما يقول لي ابني”ماما احنا ما بنخرجش أبدا” أو “”ماما انتي ما بتلعبيش معايا”،لا تدع كلمة (مابنخرجش)أو كلمة (مابتلعبيش) تستفزك وتسحبك لإثبات أنكم تخرجون وكنتم بالأمس في النادي وكذا وكذا،ابنك ﻻ يقصد ذلك بل يقصد رسالة أخري تماما لم تصلك وهي”ماما انا مش مبسوط..عاوز اهتمام”، فهم الرسالة الصحيحة يؤدي إلي التعامل بالطريقة الصحيحة، فلا تنساق بعيدا مع رسائل خاطئة.

الأساس الثالث:
لا تتصرفي تصرفات تقوي وتعزز السلوكيات الخاطئة عند أولادك، فمرة واحدة فقط من إعطاء الطفل ما يرغب تحت تأثير الصراخ كفيلة بأن تعزز من الصراخ كأسلوب تعبير عنده، فدَوْري تجاه ابني أن أوجهه لا أن يكون فعلي هو رد فعل ، أُعلّم دون أن أكون مستفزا، فابني وهو صغير غير مكتمل التكوين, وعلي ألا أتقبل صراخه كوسيلة تعبير ولا أن أستسلم لأن هذا يعزز عنده السلوك الخاطئ ويجعله يتصور أن الصراخ أسلوب تواصل.

الأساس الرابع:
أعترف بمشاعر أولادي ولا أصادرها في المواقف المختلفة .. فعندما يأتي لي ابني في يوم ويقول في ضيق:لا اريد الذهاب إلي التمرين أو إلي المدرسة! اعترف بما يشعر به: “أنت متضايق” ، “أنت متعب”، أعطيه الفرصة لكي أفهم مشاعره، لكن للأسف الأسلوب الشائع هو أن ينحي الأب أو الأم مشكلة ابنه وينطلق في عرض خبراته الشخصية، ولا مانع من تذكيره بأنه يحيا حياة لا يحلم بها غيره فتكون النتيجة أن تنحبس المشاعر وتضيع الأسباب الحقيقية وراء أسباب غير حقيقية وتنقطع لغة الحوار، لذلك اعترف بالمشاعر وصدق أنك ستري الكثير، ولا مانع من إعطاء خبرتك الشخصية بأسلوب لطيف من صديق لصديقه.

الاساس الخامس:
اعتذر لأولادك عن أخطائك أنت لست نبيا وأخطاؤك واردة في حقهم وفي حق غيرهم، اعتذر إن أخطأت لأن الاعتذار يمنع سحب الرصيد من بنك المحبة، ليس من العيب أن أقول”آسف لقد أسأت” أو “آسفة لقد أخطأت الفهم”، ومن المهم أن يكون الاعتذار بمجرد ما تستطيع، وثق أن ذلك يحفظ لك رصيدك لدي أبنائك ويعطهم مثالا واضحا في التصرف عند الخطأ، فتتحول حياتكم معا إلي مكان للمحبة والصفح وتنتهي حلبات الصراع.

اسأل الله ان ينفعني واياكم بما كتبت ويمكنكم طرح أي أسئلة أو استفسارات من خلال التعليقات…

 

إيناس فوزي مكاوي

مؤلفة قصص أطفال

 

تربية

1 Comment

اترك تعليقاً