أرملة إلى الأبد!Posted by on

أرملة الي الأبد!

.

إيه رأيكم في الأرملة إللي تتجوز بعد موت جوزها؟ هدّيكوا اختيارات:

1- بيّاعة

2- بيّاعة جدًّا

3- بيّاعة آخر 3 حاجات

وده بردو كان رأي طنط هدى وطنط أماني وطنط منال وطنط وطنط.. طب أقوُلّكوا حاجة؟ ما تيجو نسمع القصة من الأول…

سارة ومحمد اتجوّزا بعض عن حب..علاقتهم كانت رائعة.. خلّفوا بنت رقيقة وجميلة سمّوها ندى.. مرّوا بظروف صعبة في الأول من ضيق الحال، لكن عَدّوها مع بعض زي شباب وبنات كتير.. سارة وقفت جنب محمد كتير وساندته.. ومحمد كان دايمًا مقدّر مراتُه وبيعاملها أحسن معاملة.. كل صحابهم ومعارفهم كانوا بيحسدوهم على تفهُّمهُم لبعض وعلى حياتهم الحلوة وحُبّهم الراقي.. إنتو عارفين إن الجوازات الناجحة السعيدة بقت عُملة نادرة اليومين دول.. وبالفعل في خلال سنتين من الجواز كانت عين الحسود قضت عليهم.. هنقول إيه بس!.. قضاء وقدر، ولقينا محمد يا عيني طَبّ ميّت بدون مقدمات!

سارة طبعًا حزنت على محمد جدًّا.. حُبّها الأول وأبو بنتها وصاحبها وكل حاجة في حياتها.. كانت بتقول عنُّه كلام يقطّع القلب.. وفضلت سنة على الحال ده.. ومرّت الأيام، وبدأ ييجي لسارة عرسان، وبدأت تفكّر إن الحياة لازم تكمّل، والحي أبقى من الميّت، وهي لسّه صغيّرة، إلخ… وبعد تردُّد، اتخطبت سارة لشاب محترم، اسمه عمر، واتجوّزته.. وعينك ما تشوف إلّا النور! انتشر الخبر على صفحات الجرائد (العائلية)، والقنوات الفضائية (النسائية).. وعلّق على الخبر مراسلين من حركة “عواجيز الفرح”، وحزب “الستات الحِشريّة”، ورابطة “العروسة للعريس والجري للمتاعيس” .. ناس تشجُب، وناس تستنكر، وناس تهدّد وتتوعّد.. كُلُّه هاص في الهيصة!

وإليكم بعض الفقرات من خلف الكواليس:

  • طنط هدى: “شوفوا ياختي البت! يعني مش كانت قعدت ربِّت بنتها أحسن بدل المرمطة من راجل لراجل!” (كإن سارة حطيت بنتها في الملجأ مثلًا، وعملت اشتراك في برنامج “راجل جديد كل ست شهور”)..

 

  • طنط أماني: أومّال كانت يعني بتعيّط، ومتشحتفة أوي على جوزها لمّا مات ليه؟! أهي باعتُه مع أول واحد خبّط على بابها.. طلع كله تمثيل!”.

 

  • طنط منال: “يادي النصيبة! تتجوز؟!! بعد ما خدت فلوس محمد وتعبُه وشقاه، هتتجوز؟! يا ضنايا يا محمد يابني.. خدتك لحم ورمتك عضم!!“.

 

 

  • حتى طنط ناظلي: “أنا مش فاهمة بنات اليومين دول! ده حب مزيّف ده إللي يخلّيها تتجوز واحد بعد سنة من موت جوزها! أكيد مكانتش بتحبه! عندك طنط كوثر بنت خالت مامي.. 33 سنة، وجوزها ميّت، عمرها ما فكّرت تتجوز! جيل معندهوش وفاء جاتهُم الأرف! Uffff“.

 

  • طنط فاتن: “أنا لازم أوعّي أُمّ محمد تاخد ندى من أُمّها.. هتدخّل راجل غريب على بنتها! ستات إيه دي الأنانية إللي معندهاش ريحة الدم!”

 

وغيرها من التعليقات والتحليلات من باقي الطنطات ومن أولادهم وأحفادهم وأحفاد أحفادهم.. لم تسلم سارة من لسان العيلة، وعيلة العيلة، والمجتمع، والناس.. تفتكروا ليه الهجمة الشرسة دي بتحصل لأي واحدة تتجوز بعدما جوزها يموت؟ وهل الفكر والتقاليد دي جديدة على مجتمعنا، ولّا طول عمر المجتمع بينتظر من الأرملة إنها بعدما جوزها يموت، ماتتجوزش، وتتفرّغ لتربية العيال، ولو كبروا ولادها، تتفرّغ برضه لأي طلبات يطلبوها، ولّا أي زيارة يزوروها لها حتى لو مرة في الأسبوع.. ولو مسافرين برّه البلد برضه، تتفرّغ إن شاء الله لعمل الكروشيه والتريكوه، وتلفّ محشي كُرنب طول اليوم!

 

يعني مثلًا؛ أنا أعرف إن في زمن النبي – عليه الصلاة والسلام – مكنتش العادات والتقاليد كده.. عندكم مثلًا؛ (أسماء بنت عميس) اتجوزت (جعفر ابن أبي طالب)، وهاجرت معاه الحبشة، وخلّفت منُّه تلات ولاد.. وبعدما رجعوا من الحبشة بسنة، استُشهد جعفر في غزوة مؤتة.. وفضلت أسماء بدون زواج لمدّة سنة، بترعى ولادها، لحد ما النبي – صلّى الله عليه وسلّم – (شخصيًّا) جوّزها لأبي بكر الصديق! ومش بس كده.. خلّفت أسماء من أبي بكر ولد، وبعدها مرض الصديق، ومات، واتجوّزت بعدُه علي ابن أبي طالب! وكل ده حصل عادي جدًّا.. ولا حد اتهمها إنه معندهاش وفاء، ولا إنها مكنتش بتحب جوزها، ولا إنها مهملة في ولادها، ولا إنها أنانية أو (أستغفر الله) بتاعت رجّالة، ولا حاجة من دي..

 

إمتى هنتفهّم إن الأرملة دي إنسان، لحم ودم ومشاعر.. فيه ستات تقدر تعيش بدون راجل بعدما جوزها يموت، وفيه ستات بتحتاج سند الراجل دائمًا.. بتحتاج حب وعطف وحنان وونس.. بتتعب من الوحدة.. وده لا يعيبها! والأحاسيس دي ملهاش علاقة بسن الأرملة، ولا ظروفها الاجتماعية أو المادية.. يعني مانقدرش نقول: “دي بقت عضمة تقيلة، ليه تتجوز؟!”.. ولا: “دي على قلبها أد كده، ومش محتاجة راجل”، ولا: “دي ظروفها كويسة ومتعلّمة ومثقفة” فتعيش وحيدة.. ممكن يجتمع كل ده في ست، لكن برضه يكون عندها احتياج عاطفي وتحتاج تتجوز.. محدش يقدر يحدد إذا الأرملة محتاجة تتجوز تاني ولّا لأه، إلّا هي نفسها.. هي أدرى واحدة باحتياجاتها.

 

لو المجتمع هيخترع عادات وتقاليد من دماغه، ومش هيتفهّم احتياجات البشر الطبيعية، وإللي هي موافقة للفطرة، ومافيهاش مخالفة لدين ولا أخلاق، يبقى هيحصل خللّ، وانفلات، وتعاسة، وأحقاد، وحسد، وكل الكلاكيع الاجتماعية إللي بنشوفها! لازم المجتمع (إللي هو إحنا) نقدّر أحاسيس الناس بظروفها المختلفة، ونساعدهم، ونحتويهم، بدل ما ننتقضهم، ونتكلّم عليهم من ورا ضهرهم!

 

وفي نفس الوقت لازم الأرملة تراعي حاجات كتير وهي بتختار زوجها؛ أخلاقياته، دينه، علاقته بأولادها، ظروفه الاجتماعية، تأثيره على تربية ولادها، وعلى علاقتهم بأهل أبوهم.. وفي الاخر يا بنتي، اسمعي نصيحتي.. “كلام الناس لا بيقدّم ولا يأخّر.. كلام الناس ملامة وحيرة مش أكتر”.. والراجل يا ماما، مايعيبوش إلّا جيبه، ويا بخت من هنّى سعيد بسعيدة.


هبة السوّاح

مديرة مؤسسة فاميليا للعلاقات الأسرية

مدرب معتمد من مؤسسة مارس فينوس ومؤسسة التهذيب الإيجابي بالولايات المتحدة الامريكية

 

 

مصدر الصورة: flickr

 

مواضيع مختارة:

8 نصائح لزواج سعيد

لم تتزوج بعد

ما لا تعرفينه عن زوجك

فارس أحلامي و حبيب قلبي

12 هدية لزوجك ب100 جنية أو أقل!

الخلاف و الاختلاف

الحياة الزوجية بين العند و المرونة ليه لازم اتغير

اتخانقوا بالعقل

أنا بفكر أسيب البيت

 

متجوزين

اترك تعليقاً