ماما.. أنا زهقان!Posted by on

ابني زهقان

.

ماما.. أنا زهقان!” جُملة.. أي أُمّ اتعوّدت تسمعها طول الوقت من أطفالها عبر الزمن، وخاصةً أطفال الجيل ده. للأسف أطفال الجيل ده اتعوّدوا على نوع مُعيَّن من الرفاهية والتسلية، مكنتش منتشرة في السنين إللي فاتت. رفاهية سهلة أوي، جذّابة، وألوانها حلوة، فيها شخصيات الطفل المُفضَّلة.. وأهم حاجة؛ مش محتاجة مجهود من أي طفل علشان يقضّي وقت حلو، ولّا مجهود بدني. أكيد عرفتوا.. رفاهية الـtechnology وتحتها بقى التلفزيون، والـIpad ، والـplaystation ، والـIpod .

طبعًا لا ننكر إن الحاجات دي ليها مميزات؛ زي مثلًا زيادة التركيز، والتعوّد على استخدام التكنولوجيا، وطبعًا راحة الأُمّ، لإنها مش بتحتاج تقعد جنب الطفل كتير, بس المشكلة الأكبر.. في السلوك. مش هنتكلّم عليه هنا، بس همسك جانب واحد بس هو: “تعطيل إبداع الطفل في اللعب بمفرده”. علشان نقرّب الصورة، تعالوا نجاوب على الأسئلة دي:

  • لو طلعتوا رحلة في الطبيعة، حيث البحر والرملة، أو حتّى حديقة عامة.. هيتسلّى؟
  • لو قعدتوا قعدة عادية في مطعم، بعد أد إيه هيطلُب الآي باد؟
  • لو في البيت والكهرباء قطعت، هيزعل؟
  • هل ابنك بيلعب اللِعَب التقليدية بتاعة زمان؛ زي مسرح العرايس، والأُستغمّاية، والأوضة الضلمة؟

لو الإجابة إنه بيفشل يسلّي نفسه، أو بعد مُدَّة قليلة من الوقت بيزهق، وبيطلُب البديل على طول.. يبقي هنا فيه مشكلة (وعلى فكرة حلّها سهل).. إزّاي ممكن أساعد ابني إنه يتسلّى، بعيدًا عن استخدام التكنولوجيا؟

أوّلًا: لمّا ييجي ابنك يشتكي من الملل، ابعدي عن الردود السلبية، زي مثلًا: “كل اللعب دي وزهقان؟!، أرميهُم يعني!”، وفي نفس الوقت ماتجريش تحلّي المشكلة على طول، فيتعوّد على إن سوبر ماما واقفة في ظهرُه. خلّيكي وَسَط.. تفهّمي مشاعرُه كويّس، وبيّني تعاطُف، واسأليه بطريقة تفتّحلُه أفكار، زي مثلًا: “أنا مُتَفهّمة وحاسّة بيك.. الملل ده حاجة غِلسة أكيد.. عندك أفكار إزّاي تسلّي نفسك؟ ”

ثانيًا: لازم يكون فيه اتفاق مُسبَق مع ابني على مواعيد التليفزيون (وكل مُشتقّاتُه). مينفعش يكون مُتاح على طول، وبالتالي ينسى إزّاي يسلّي نفسه؟، ولا برضه يكون محروم منُّه تمامًا، فيفقِد ميزاته. اوصلي مع ابنك إن الحاجات دي موجودة في حياتنا، لكن مش أساسية وليها بديل في التسلية.

ثالثًا: مش معنى إنِّك نظّمتي مواعيد التليفزيون، وسِبتيه يواجه الملل مع تفهُّمك لمشاعره، إنك تتركيه تمامًا.. كده ابنك هينتحر أكيد.. فيه طريقة لطيفة وغير مباشرة ممكن تستعمليها. في وقت هادي، اقعدي مع ابنك و brainstorm في ورقة كل الحاجات إللي بيحب يعملها، مثال: “رسم، تلوين، قصة، boardgames، مسرح عرائس”.. اكتبي كل الاقتراحات في لوحة، وزيّنوها مع بعض، وعلّقيها في مكان واضح في البيت. لمّا يزهق ابنك، اعرضي عليه يختار من اللوحة. كده الأُمّ ساعدت ابنها بطريقة غير مباشرة بترتيب أفكاره وتنظيمها.

رابعًا: متتوقّعيش إن كده الموضوع خِلص، لازم يكون فيه نصيب يومي من اللعب مع ابنك حتى لو وقت بسيط، كده فرصتك حتبقى أعلى إنه يسيبك لمّا تقوليلُه: “دا وقت ماما الخاص”، لإنك ببساطة ليكي رصيد عنده من الأوّل.

خامسًا: سيبي لابنك مساحة يشارك في مهام البيت اليومية، مثال: “أنا شايفة إن الحيطة مش نضيفة، إيه رأيك تاخُد ليفة وصابونة، وتنضّف الحيطة إنت وأخوك؟”. كده منها ابنك اتسلّى، ومنها إنتي استفدتي.. بس متزوّديش أوي، علشان مايزهقش منِّك. :)))

 

سلمى فريد

مدربة تربية ايجابية معتمدة

 

موضوعات متعلقة:

أنا و بنتي و واجب العربي

تمارين و لا مذاكرة

أنتِ و ابنتك صداقة مستمرة

 

تربية

اترك تعليقاً