ماما.. مش عارف أنام!Posted by on

ماما مش عارف أنام

.
المكان: في بيت من بيوتنا هذه الأيام.. الزمان: عقارب الساعة تقترب من الثامنة.. الأُم يبدو عليها التوتّر، والتحفُّز، وهي تتمنّى في قرارة نفسها أن ينتهي اليوم بطريقة مختلفة.. في انتظار حدوث المعجزة.. بصوتٍ هادئ – لا يخلو من الترقُّب – تقول: “من سيطبع قُبلة المساء علي خدّي أولًا، ليذهب إلى سريره؟”.

بالرغم من براءة هذه الكلمات، وطبيعيتها، إلّا أنها تبدو كشرارة، أطلقت صرخات الصغار.. “ماما، مش هنام غير لما تنامي جنبي”، هكذا يصرخ الصغير، وهو يضرب الأرض بقدميه.. ترد أخته: “ماما، أنا بحلم أحلام مرعبة، وبحِس إن فيه حرامي!”.. ثم يردّد الصغيران في آنٍ واحد: “ماما، نامي معانا في الأوضة “.

هنا يبدأ الجدال، التفاوض، والمماطلة.. والنهاية طبعًا معروفة، ما بين صرخات الصغار وبكاءهم، وإلحاحهم، لا تجد الأُم بُدّ، ولا حيلة، إلّا أن توافق مغلوبة على أمرها، وتدخل الغرفة معهم، ويستمر الجدال، حتى تسقط هي في النوم قبل أن يفعلوا.. وهكذا تمر الأيام، ويبقى هذا المنغِّص، يُزيد من إحساس الأُم باعتمادية أبناءها الزائدة، وقِلّة حيلتهم، وشعورها بأنها مُقيّدة، غير مسموح لها بقضاء أي وقت خاص بها، ولا أن تبقى خارج المنزل بعد ميعاد نوم الأطفال.. وما بين إشفاق الأُم على أولادها، واستشعارها أن ذلك جزء من واجبها ومسؤوليتها، وبين الضغوط الخارجية، تشعر في النهاية بالإنهاك والحيرة..

في بداية، يجب على كل أُم وأب أن يضعوا نُصب أعينهم، أن إحدى الأهداف الرئيسية من التربية؛ هي تنشئة إنسان قادر على تحمل المسؤولية، وتحديد هدفه، واتخاذ قراراته.. بمعنى؛ أن واجبي كأُم هو أن أخلّص ابني تدريجيًّا من اعتماده عليّ، وأرسّخ اعتماده على نفسه، بل إن أفضل الوسائل لإكساب الطفل الثقة بالنفس، أن يشعر ببعض مسؤوليات الكبار موكّلة إليه.. فدوري أن أوصّله لأول الطريق، وهو مستعد وجاهز لمواجهة الحياة، وهذا يبدأ من لحظات الفطام الأولى.. وتدريجيًّا نتخلّص من ذلك الارتباط اللصيق، وفي هذه الأثناء، أعلّمه كيف يعتمد على نفسه لإنجاز احتياجاته الأساسية؟، وأوكل له مهمة تتناسب مع سنّه، حتى لو لم أكن في احتياج حقيقي لمساعدته.

ثانيًا: يجب أن يحدث حوار مع الأطفال على أنهم كبار كفاية، كيّ يعتمدوا على أنفسهم في كثير من الأمور، بل إن (ماما) تعتمد عليهم لو احتاجت أي شئ – أتحدّث عن ما هم 4 سنوات فما فوق -، وأننا كأفراد أسرة واحدة يجب أن نتعاون، فكلٍ منّا له دوره في البيت إلى جانب مسئؤوليته عن نفسه، وترتيب حجرته، وملابسه، ولعبه. ابدأي بتفعيل مهام منزلية تتناسب مع طبيعة كل منهم، ولو كانوا مكلّفين فعليًّا ببعض المهام، فيمكنك إضافة مهام أخرى تشعرهم بأهمية دورهم.

بعد ذلك جهّزي روتينًا لفترة قبل النوم، وعلّقيه في حجرتهم، وحاولي تثبيت ساعة معينة، فذلك أفضل. إن امتنعوا في البداية، ولم يتحمّسوا لذلك الروتين، قومي بتشجيعهم من خلال مكافآت يومية أو نصف أسبوعية لمن يبدأ. الروتين يشمل؛ خطوات الاستعداد للنوم، وتغيير الملابس، والاستحمام، وترتيب اللعب، وإعداد حقيبة المدرسة، وغسل الأسنان، وينتهي بـ 10 دقائق لقراءة قصة قصيرة معهم مع قراءة الأذكار.

 

يجب عليكِ أثناء الاتفاق معهم على ترتيب تفاصيل الروتين، أن تكوني واضحة. إن الخطوة الأخيرة، هي أن تتركي الغرفة لكي يناموا، ومن غير المقبول أن يخرج أحد وراءك، لذا فمن الضروري أن تكوني حازمة، والحزم بالتأكيد لا يستلزم الصراخ ولا النبرة الحادة فقط، وإنما الوضوح والصرامة أيضًا. اطبعي قُبلات حانية على جبينهم، وغادري الغرفة. توقّعي أن ذلك الأمر قد يستلزم بعض الوقت، حسب اعتمادية الطفل، وقلقه من الانفصال، لكن كوني واثقة أنكِ بذلك تدفعيه على طريق استقلاله، واعتماده على نفسه، وهو بالتأكيد وسيلته في تحقيق ذاته وأهدافه .

 

نهي حجاب

 

مواضيع مختارة:

نوبة غضب

بناء الثقة بالنفس عند الطفل

انتِ و ابنتك صداقة مستمرة

3 نصائح للتعامل مع مرحلة الطفولة المبكرة (5:2 سنوات)

أوامر أوامر

لا أحب الجلوس مع ابنتي ماذا أفعل؟

ازاي أخلي ابني يسمع الكلام؟

تمرين Vs مدرسة تمرين ولا مذاكرة ؟؟

 

تربية

اترك تعليقاً