طبيبتي: استيقظي صغيري اليوم يشكو من آلام شديدة في الحلق ماذا أفعل؟
عندما يستيقظ الصغير بالذات أثناء موسم الشتاء وهو يشو من آلام في الحلق يجب على الأم عدم الانزعاج بالذات إذا كان هذا العرض غير مصحوب بارتفاع في درجة الحرارة فسبب هذه الآلام يكون عادة احتقانًا في الحلق سببه التهاب فيروسي حاد، وفي أغلب الأحوال تستمر هذه الآلام لمدة يومين أو ثلاثة ثم يشفى الصغير نهائيًا. وأغلب ما يصفه أطباء الأطفال لعلاج التهابات الحلق الفيروسية هو علاج يسمى بالعلاج العرضى، لأن الفيروسات كائنات دقيقة ليس لها علاج بالمضادات الحيوية التي تعطى لعلاج البكتريا أو الفطريات.
أما إذا كان التهاب الحلق سببه عدوى بكتيرية بالذات، النوع المسمى بالميكروب السبحي أو الميكروب العنقودي.
فهذا يجب استعمال المضادات الحيوية أساسًا حتى لا تحدث أية مضاعفات ومعرفة هذا النوع من الالتهابات يكون بواسطة الطبيب الأخصائي فقط والذي يكون دوره أن يشك في حدوث العدوى، ولكن التشخيص النهائي لا يكون إلا بعد عدوى مسحة للحلق أو مزرعة في أحدة المعامل المتخصصة لمعرفة نوع الميكروب ومدى حساسيته لبعض المضادات الحيوية.
والآن ماذا نفعل إذا كان إلتهاب الحلق من النوع الخفيف الذي لا يسبب ارتفاع درجة الحرارة قبل استشارة الطبيب؟
أولاً: إعطاء الصغير بعض الحبوب التي تستحلب مثل النعناع الطبي أو الفيكس أو مستحلبات السعال، والهدف من هذا هو إراحة الطفل من الألم لأن كل هذه المستحضرات بها مادة موضعية مخدرة، وعندما تزول الآلام يتمكن الصغير من الشرب وابتلاع الطعام، وهناك أيضًا ميزة كبيرة وهي أن هذه المستحضرات تزيد من إفراز الغدد اللعابية، وهذه الإفراز يأتي ومعه مواد تفيد في غسل بعض الخلايا التي يسببها الالتهاب الحاد.
ثانيًا: إعطاء الصغير مشروبًا بادرًا (غير ساخن) مثل المياه الغازية المثلجة!! نعم المثلجة على غير العرف المتبع بين الأمهات اللائي يعتقدن أن إلتهاب الحلق سببه شرب الماء البارد واستعمال المياه الغازية.
ولكن يجب أن نترك المياه الغازية بعد فتحها حتى تهدأ الغازات الموجودة بها لأن هذه الغازات يمكن أن تسبب الألم للحلق فالمادة الكربونية الغازية تزيد من آلام الصغير، ولكن المياه المثلجة تهدئ الآلام.
ومن الممكن أيضًا إعطاء دواء محبب جدًا للصغير والذي يكون عادة فاقدًا للشهية، وهذا الدواء لن يرفضه أي طفل على وجه الكرة الأرضية وهو الآيس كريم! نعم.
فالآيس كريم علاج جميل لآلام الحلق ولا يزيد من العدوى كما تعتقد الأم والحدة العزيزة بالذات، ومن الممكن أيضًا تهدئة برودة الآيس كريم قبل إعطائه للصغير بأن يتم إخراجه من الثلاجة وتركه لبعض الوقت في درجة حرارة الغرفة لأن البرودة الزائدة قد تصيب الطفل بالقشعريرة.
ثالثًا: تعتقد بعض الأمهات أن إعطاء الصغير عصير البرتقال والليمون به فوائد ويساعد على مقاومة العدوى لاحتوائه على فيتامين (ج) وفعلا هذه العصائر تحتوي على هذا الفيتامين بنسبة عالية جدًا ولكن ما يعيبها هو أنها حمضية جدًا ولتجربي يا صديقتي الأم شعور الحامض الذي يحتويه عصير البرتقال أو الليمون على حلق ملتهب مثل وضع الحامض على جرح مكشوف وهو شعور يكرهه الطفل، ولذا نجده يرفض هذه المشروبات التي تقوم الأم بالضغط عليه لتناولها والإصرار على ذلك ولنضم أيضًا لعصير البرتقال والليمون عصير الطماطم والأناناس أما عصير التفاح الطبيعي فهو مفيد ولا يشعر الصغير بأي ألم عند ابتلاعه.
متى نستشير الطبيب؟
عند استمرار هذه الآلام لمدة تطول أكثر من أربعة أيام، وبالذات إذا كانت مصحوبة بارتفاع في درجة الحرارة أو صداع.
إلتهابات الفم والتقيحات
طبيبتي: فجأة توقف صغيري عن تكملة الطعام وهو يصرخ من الألم ويشير بأصبعه إلى مكان محدد بفمه، ماذا أفعل؟
هذا العرض عادة ما يكون نتيجة قرح صغيرة في أسفل الشفة من الداخل، وبالذات عند ملامسة هذه القرحة بعصير حمضي مثل عصير الليمون أو البرتقال، وتشعر الأم أن الصغير يبالغ، ولكن فعلاً عند ملامسة هذه القرحة يشعر الصغير بالألم الشديد.
والقرح الفمية عادة ما تأتي مع الاضطرابات النفسية والعصبية التي يشعر بها الصغار أثناء الدراسة أو الامتحانات، وتأتي في صورة قرح صغيرة تمنع الصغير عن الطعام مع إحساسه بالجوع ولكن عند ملامسة الطعام يحدث الألم فلا يكمله، وتعتقد الأم أن صغيرها فاقد للشهية، وقد تتكون هذه القرح أيضًا نتيجة لتسوس الأسنان أو حدوث جروح بالشفة الداخلية.
وتستمر هذه القرح حوالي عشرة أيام وقد تطول إلى أسبوعين، وتلتئم بصعوبة كبيرة، وبالرغم من إحداث هذه القرح للألم الشديد إلا أنها بسيطة جدًا وغير خطيرة ولكن تأخذ وقتها في العلاج، وليس هناك علاج جذري لها، ولكن كل العلاجات ملطفة للألم ومطهرة.
ماذا نفعل قبل استشارة الطبيب؟
أولاً: من الممكن وضع الجلسرين على هذه القرح أو بعض المراهم المخدرة الملطفة وهناك أيضًا بعض المراهم الحديثة التي توضع على القرحة فتغطيها بطبقة عازلة حتى يستطيع الصغير ابتلاع السوائل دون الشعور بالألم الشديد.
ثانيًا: حل مشاكل الصغير العصبية واحتواؤها حتى لا تتكرر هذه القرح.
ثالثًا: التأكد من حصول الصغير على وجبات متوازنة تحتوي على الفيتامينات، بالذات فيتامين ب المركب.
متى نستشير الطبيب؟
إذا تكرر حدوث هذه القرح بصورة مبالغ فيها فيجب على الأم استشارة طبيب الأسنان لاكتشاف عيوب الأسنان واللثة واستشارة طبيب الأطفال لإيجاد أي سبب عضوي كامن.
إلتهابات الفم والتقيحات:
فجأة توقف صغيري عن امتصاص ثديي فلماذا هذا النفور؟
واسأل الأم، هل حاول مرة أخرى، وتجيب نعم فهو يحاول ويفتح فمه ويمسه، ثم يبكي ويتركه ويتكرر هذا مرارًا.
وتتساءل الأم: هل هذا بسبب عدم وجود اللبن؟ مع أني ألاحظ امتلاء ثديي حتى أنه يتساقط بين الرضعات.
صديقتي الأم افتحي فم الصغير وانظري داخله، وعلى شفتيه من الداخل، ستجدي نقطًا بيضاء تبدو كقطع صغيرة من الزبادي الملتصق بالفم والخدين من الداخل، وعند مسح هذه المناطق ستجدين إحمرارًا شديدًا أو نزفًا على المناطق المصابة، ويختلف هذا الطفح عما نراه على لسان الطفل بعد الرضاعة، وهو ما يسمى بالاتساخ اللبني للسان، ولا يسببه ميكروب ولكن بسبب إلتصاق بقايا اللبن بلسان الصغير.
أما هذا الطفح الشبيه بنقط الزبادي فسببه فطر يسمى بالمونيليا أو الكانديدا البيضاء.
وهذا الفطر يعيش داخل جسم الإنسان بصورة طبيعية في كمون، ويعادل نمو هذا الفطر نمو البكتريا الحميدة التي تنمو في الأمعاء وهذا الفطر ينمو ويتكاثر إذا كان الطفل يتعاطى مضادات حيوية، أو عند إصابته بإحدى الأمراض التي تضعف مناعته الطبيعية، أما في الرضع فمصدر العدوى غالبًا ما يكون من الأم عن طريق المهبل وقت الولادة، أو من المستشفى عند استعمال أدوات غير معقمة، أو حدوث عدوى من طفل آخر، ومن الممكن أيضًا أن تقوم الأم بعدوى الصغير بأي إلتهاب فطري في ثديها أثناء امتصاصه.
وعليك عمل الآتي قبل استشارة الطبيب:
أولاً: على الأم استعمال قطعة من القماش النظيفة ومحاولة إزالة هذا الطفح. وعند صعوبة إزالته أو وجود إحمرار أو نزيف، فهنا تتأكد من وجود الفطر وبعد التشخيص تقوم بعمل الآتي.
إعطاء مضادات الفطريات وهي كثيرة ومتعددة، وعلى صورة مراهم أو سوائل، ولكن أهم نقطة هي الاستمرارية حتى بعد زوال الفطر؛ لأن هذا الفطر حساس جدًا لهذه المضادات التي تأتي بمفعول السحر ويتحسن الطفل سريعًا جدًا بعد أول أو ثاني جرعة، فإذا توقف العلاج فسوف يعود الفطر مرة أخرى.
ثانيًا: لنلجأ لمنتجات الألبان والسوائل ونتحاشى المواد الصلبة والحمضية، خلال الفترة الحرجة وهي من 24 إلى 48 ساعة حتى يذهب الألم ويعود الطفل إقباله على الطعام.
ثالثًا: على الأم أن تتحاشى إعادة عدوى الصغير إذا كانت ترضعه، وتعالج نفسها، وهذا بوضع الكريمات المضادة للفطريات التي توجد على الثدي.
رابعًا: لأن الجهاز الهضمي متصل ببعضه فمن الممكن أيضًا أن توجد هذه الالتهابات حول منطقة الشرج، وتظهر في صورة إلتهاب وبثور صغيرة حول فتحة الشرج الذي يلتهب عند التبرز وهنا فالعلاج أيضًا بالغيار المتكرر للكافولة مع تعريض منطقة الشرج والإليتين للشمس والهواء واستعمال بعض الكريمات المضادة للفطريات.
خامسًا: مراعاة غسل أيدي الصغير الذي يمكن أن ينقل العدوى مرة ثانية من الشرج للفم مع تعقيم جميع أدوات وملابسه.
سعال الليل
يأتي إليّ صوت الأم في ساعات الليل المتأخرة مضطربًا:
طبيبتي… صغيري يلعب ويجري بالنهار، ولا توجد به أية أعراض مرضية ولكن الآن وقد جاء الليل يأتي إليّ هذا الصوت المزعج وهو يسعل ويقلق الجميع.
صديقتي الأم.. ينبغي عليك أن تفهمي معنى السعال: فالسعال أو الكحة بمثابة الشرطي الحذر والذي يحمي رئة الصغير ولذا فإيقاف السعال لكي ننعم جميعًا بليلة هادئة لا يكون في أغلب الأحوال في صالح رئة الصغير، فبالسعال تدافع الرئة عن نفسها وذلك بإخراج المواد التي تهيجها وبعض البكتريا الكامنة، ولذا فإيقاف السعال يعني أننا نعزل الرئة من سلاح مهم جدًا من أسلحة الوقاية ضد ميكروبات أشد، قد تؤدي إلى الالتهاب الرئوي مثلا.
إن أغلب أسباب السعال الليلي هو إلتهاب فيروسي غير خطير، ويكون أحيانًا من الصعب إقناع الأم- والتي تكون قد بدأت بالفعل بإعطاء المضادات الحيوية للصغير- بأن أحسن وسيلة لعلاج هذه الحالة هي أن نترك هذا السعال على حاله.
متى نستشير الطبيب؟
إذا استمر السعال لمدة أطول من عشرة أيام أو كان مصحوبًا بارتفاع في درجة الحرارة أو صعوبة في التنفس.
أستاذ طب الأطفال
جامعة عين شمس
*جميع الحقوق محفوظة




اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.