آلام النمو:
طبيبتي: يشعر صغيري بآلام غريبة في منطقة الساقين تحدث أثناء الليل فما هذا؟
هذا العرض يحدث عادة للصغار ما بين أربع وتسع سنوات ويسمى آلام النمو وتستمر هذه الآلام عدة مرات في نفس الأسبوع ومن الممكن استمرارها لمدة عام أو أكثر وهذه الآلام عادة تقلق الأم ويذهب بها التفكير بالذات إذا كان الصغير يشكو من تكرار احتقان اللوزتين إلى الحمى الروماتيزمية وتهرع بهذه الشكوى إلى الطبيب.
صديقتي الأم: قبل الذهاب للطبيب يجب عليك معرفة الآتي:
إن هذه الآلام ليس لها علاقة بالنمو وبالذات كما يقول البعض أن الصغير سيطول ومن الأفضل أن يطلق عليها آلام الساق الخاصة بالطفولة، وحتى الآن لا يعرف الأطباء الكثير من مسببات هذا النوع من الألم، وحتى مكان الألم متغير، فبعض الصغار يشعر بها في عضلاته والبعض الآخر يشعر بها في عظامه.. وهناك تفسير منطقي لهذه الآلام وهو إرهاق العضلات والشد العضلي الناتج عن الإجهاد الشديد أثناء اللعب، وقد تسأل الأم: لماذا لا تحدث هذه الآلام أثناء اللعب؟ والتفسير هو أن العضلة لا تتحرك أثناء النشاط لا يشعر بها الصغير، ولكن يبدأ الألم أثناء ارتخاء العضلة عند النوم في المساء، وهذا النوع من الألم ليس ناتجًا عن نقص الكالسيوم والذي يعطي نوعًا آخر من الألم ناتجًا عن انقباض العضلة- بالذات عضلة السمانة- وعند النظر للعضلة في هذه الحالة سوف نجدها منقبضة هذه هي قصة آلام النمو.
والآن ماذا تفعلين يا صديقتي الأم قبل استشارة الطبيب؟
أولاً: عليك طمأنة الصغير أن هذا الألم مجرد إجهاد، وأنه ليس هناك داع للقلق، فالطمأنينة هي أهم شيء في علاج هذه الآلام غير العضوية.
ثانيًا: إعطاء الصغير مسكنًا خفيفًا من مركبات الباراسيتمول، ولكن إذا كان الألم شديدًا منذ البداية أو لا يستجيب للبارسيتامول، فلتستعمل الأم أحد مركبات البروفينيد مثل البروفين أو الماركوفين، لأن هذا المركب بجانب عمله كمسكن هو مضاد للإلتهاب.
ثالثًا: أجمل علاج هو يد الأم الحانية، فعلى الأم أن تقوم بتدليك ساقي الصغير حيث مكان الألم، وفي بعض الأحيان تكون اليد الحنون مثل السحر فيختفي الألم بعد قليل.
رابعًا: من الممكن استعمال الماء الدافئ وذلك بإعطاء الصغير حمامًا دافئًا أو استعمال قربة ماء دافئ ولكن لنحذر أن تكون القربة ساخنة زيادة عن اللزوم وتحدث حروقًا للطفل، ويجب ألا تمتد مدة الحمام أو التعرض للدفء لأكثر من ثلث ساعة.
خامسًا: على الأم التأكد من تدفئة ساقي الصغير أثناء النوم ومن الممكن ارتداء جوارب قطنية نظيفة خفيفة بها فتحات للتهوية.
متى تذهب الأم للطبيب؟
آلام الساق في الأطفال في أغلب الأحوال أسبابها غير قلقة ولكن من الممكن أن تكون هذه الآلام عرضًا لمرض فعلى الأم الذهاب للطبيب إذا كانت هذه الآلام مصحوبة بالآتي:
– ارتفاع في درجة الحرارة.
– ورم في المفصل أو في العضلة.
– إجهاد وإرهاق وفقدان الشهية للطفل وفقدان الوزن.
– أن تتسبب هذه الآلام في حدوث عرجة أثناء السير.
– عند حدوث هذه الآلام في الصباح عند الاستيقاظ.
آلام الجنب
فجأة وبدون أية مقدمات يأتي الصغير وهو يصرخ آه يا جنبي وهذه الآلام تكون شديدة لدرجة أنها توقفه عن اللعب أو الجري. وتحدث هذه الآلام بعد مشوار مشي سريع أو أثناء لعب الكرة أو مجرد القفز مع الأصدقاء.
وأسباب هذه الآلام غير معروفة حتى الآن، ولكن يفسرها البعض بحدوث نقص في الأوكسجين الذي يصل لعضلة الحجاب الحاجز (يفصل الحجاب الحاجز بين الصدر والأمعاء) وهو عضلة من عضلات التنفس الأساسية وعند حدوث هذا النقص تبدأ عضلة الحجاب الحاجز وعضلات البطن الأمامية في التقلص أي تنقبض انقباضًا شديدًا متكررًا هذه الانقباضات تشعر الصغير بالآلام والتي يعبر عنها أنها مثل الشكشكة في الجنب.
والآن: ماذا نفعل قبل استشارة الطبيب حتى نعالج هذه الآلام المزعجة؟
أولاً: عليك تعليم طفلك أن يبدأ في اللعب بالتدريج وأن يأخذ وقته قبل الانهماك الشديد فيه مثلما يبدأ الرياضي في التسخين قبل اللعب بأن يشد عضلاته بالتدريج لمدة حوالي ربع ساعة، وذلك لكي يزيد من تدفق الدورة الدموية، ودورة التنفس، وهذا سوف يقلل من الاستعداد لنقص الأكسجين.
ثانيًا: عند حدوث الآلام أو التقلصات يجب على الصغير التوقف عن الجري واللعب ورفع يديه فوق رأسه مع ثني الجذع للجانبين ثم للأمام، مع التنفس بعمق وذلك لزيادة دخول الهواء إلى القفص الصدري كي يتغلب على نقصان الأكسجين.
ثالثًا: تشجيع الصغير على أن يكون عنده لياقة بدنية لأن هذه الآلام سببها نقصان في التمرين للعضلة وذلك بممارسة الرياضة يوميًا وبانتظام ولو لمدة نصف ساعة.
رابعًا: على الطفل تحاشي امتلاء المعدة قبل ممارسة الرياضة لأن تمدد المعدة نتيجة لامتلائها يؤثر على تدفق الدم إلى الحجاب الحاجز وعضلات البطن.
خامسًا: عند حدوث الألم الشديد علمي الصغير أن يدلك منطقة الألم بيديه الصغيرتين وذلك حتى يزيد من تدفق الدم إلى هذه المنطقة.
سادسًا: استعمال الثلج لتدليك منطقة الألم ولكن بحركة دائرة مستمرة وذلك سوف يساعد على إزالة الألم.
والآن: متى نستشير الطبيب؟
إذا استمر الألم في مكانه بعد كل الإسعافات الأولية من الممكن ألا يكون السبب تقلصات العضلات، ولكن من الممكن أن يكون التهابًا في الزائدة الدودية فعليك، استشارة الطبيب في الحالات الآتية.
أولاً: حدوث الألم في نفس الجانب بالذات بعد التبرز.
ثانيًا: أن يكون هذا الألم مصحوبًا بارتفاع في درجة الحرارة.
ثالثًا: استمرار الألم لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة.
رابعًا: استمرار الألم بعد أسابيع من التمرين والتعود على اللياقة البدنية وننصح الأم بعدم إعطاء أية مسكنات أو ملينات عند استمرار هذه الآلام لأن هذه الأدوية من الممكن أن تتسبب في حدوث انفجار في الزائدة الدودية.
أستاذ طب الأطفال
جامعة عين شمس
*جميع الحقوق محفوظة




اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.