كتير أوي بيجيلي السؤال ده ضِمْن المشاكل الزوجية: “لمَّا يكون فيه بيني وبين زوجي مشكلة باضطرّ أحكي لمامتي. مامتي عندي زي صاحبتي بالظّبط, ويمكن أقرب. كل حاجة بَحكيهالها, أُمَّال حاحكي لمين؟”.
طبعًا بديهي من السؤال ممكن كتير من القُرَّاء يلاقوا نفسهم عندهم ظروف مشابهة: هي وزوجها لمَّا بيمُرُّوا بفترات اضطراب أو نزاعات تلاقي الزوجة نفسها بترفع سَمَّاعة التليفون و “آلو يا ماما”!.. بتَدَّعي الزوجة ساعتها إنها مُضطرَّة تعمل ده، لإنها حتعمل إيه يعني؟ ماهو جوزي مش بيسمع، وأنا حاولت كتير، لكن مفيش أمل إنه يتغيَّر, مش بنعرف نخَلَّص مناقشة واحدة مع بعض، ولا بنعرف نحِلّ مشاكلنا مع بعض، فباضطرّ أقول لماما عشان تنصحني!!
على فكرة بس, الموضوع ده مش مُقتَصِر على السِتّات, لأ.. أنا جالي شكاوى كتير من سِتّات، كل واحدة فيهم بتشتكي إن زوجها بيحكي كل حاجة إِمَّا لأُخته، أو لأصحابه القُريّبين إللي بيقعُد معاهم على القهوة! طبعًا دي كارثة كُبرى! كارثة إن الزوجة تحِسّ إن مشاكلها، وتفاصيل بيتها بيعرفها أشخاص تانيين، سواء من العيلة أو بَرَّاها. ومصيبة إن الزوج يكون حاسِسّ إن تفاصيل حياته مع ناس تانية حواليه. طيِّب هو إيه إللي بيحصل أصلَا لمَّا الزوجة أو زوجها يتكلِّموا في مشاكلهم مع الناس؟
إللي بيحصل ساعتها، إن ولا الزوج ولا الزوجة بيحِسّوا مع بعض بالأمان, بمعنى إن الاتنين بيحِسّوا إن خصوصيّتهم مُهَدَّدة، وأمنهم أو استقرارهم إللي استأمنوا بعض عليه أصبح مُهَدَّد. الإحساس ده ممكن يكون قاتل. بيوصَّل الإنسان لمرحلة من القلق والتوتُّر كفيلة إنها تدمَّر العلاقة. تكون الزوجة في زيارة مثلًا لبيت عائلة الزوج، وبدل ما هي هناك عشان تستمتع بوقت العائلة، واللَمَّة، ودفء العلاقات، هي في الحقيقة قاعدة بتفكَّر: “يا ترى هُمَّ بيتكلِّموا بالطريقة دي معايا ليه؟ هُمَّ عارفين حاجة ولّا إيه؟ يا ترى جوزي نَقَلُّهُم الصورة عَنّي إزَّاي؟”.. وهكذا من الأمور إللي من شأنها عكننة المزاج وزيادة التوتُّر. ونفس الموضوع ينطبِق على الزوج. هو كمان بيكون قاعد وسط عائلة مراته مش مُتأكِّد إنهم بيحترموه فعلًا، ولُا بيفكَّروا فيه إزَّاي، ولّا بيشوفوه إزَّاي بسبب ما حَكِتُه مراته عَنُّه؟! وطبعًا لا يُخفَى عليكم جميعًا إن الراجل مفيش حاجة ممكن تِقلِب كيانه، وتخلّيه إنسان ثائِر زي إنه يحِسّ بعدم احترام من إللي حواليه, وخصوصًا من جانب مراته.
قُلْنا إن عدم الإحساس بالأمان أحد أعراض الكلام مع الغير في المشاكل الخاصة بين الأزواج، لكن هناك أعراض تانية زي عدم الثقة في الآخر. ولا الزوج حَيثق في مراته بعد كده، ولا هي حَتثق فيه! بالتالي هُمَّ الاتنين حَينتهي بينهم الكلام خالص، وبصعوبة جدًّا حَيقدروا يرجعوا يفتحوا مع بعض مواضيع خاصة تاني، وتبدأ فوَّهة الصمت تزيد، وبالتالي يحدث البعد والانفصال (ولست أقصد بالانفصال “الطلاق”, ولكن الانفصال المنزلي)! بالتالي من المُهِم جدًّا جدًّا بين الأزواج، إن الثقة المُتبادلة بينهم دي ماتِتْهَدِّدش ولا تِتْلِمِسّ.
طب أُمَّال الحل إيه؟ إذا كان الزوج مش بيسمع، ولا بيدّي مراته فرصة إنها تتكلِّم, ولا الزوج بيطيق يتكلِّم مع مراته، لإن أسلوبها صعب وبتتعصَّب بسرعة. الحل إيه؟ الحل إن هُمَّ الاتنين ياخدوا هُدْنة, يوقَّفوا ثواني ويعملوا PAUSE ، وكل واحد فيهم يفكَّر: “هو أنا لو استمرّيت على أسلوبي ده حاستَفاد إيه؟ النتيجة حَتكون إيه؟ هل حَنتحسِّن، ولّا الدنيا حَتبوظ أكتر؟ طيّب هو أنا زوجي/زوجتي بيشتكي من إيه فيّا؟ طب أغيَّر ده إزّاي؟ وحَغيَّرُه في أَدّ إيه؟ ولو غيَّرته فعلًا حَوصل لإيه؟”.
بالإجابة عن الأسئلة دي ممكن الواحد يبدأ جوّاه يتّخِذ بعض القرارات المهمة: قرار بالتغيير حفاظًا على الانسجام الداخلي في البيت، وحفاظًا على الثوابت إللي الزوجين المفروض يكونوا مُتَّفقين عليها.. “إحنا مع بعض عشان نعين بعض على إسعاد بعض، وعلى آداء أدوارنا بمسؤولية قُدَّام بعض”. وده مش ممكن حَيتم إلّا لو الزوج والزوجة وفَّروا لبعض المُناخ، والبيئة في البيت إللي حَتساعدهم على ده! مش ممكن الحوار في البيت يكون بالخَبْط والرَّزْع! ساعدوا بعض على حُسْن التواصل بدلًا من اللجوء للغير! ومش ممكن يكون اللجوء للغير ده حل أبدًا, إلّا الصراحة في بعض الظروف الصعبة أوي لمَّا الزوجة فعلًا تضطر تقول لحَماها: “أنا خلاص محتاجة حضرتك تِدّخَّل!”، أو يضطر الزوج يقول لحَماه: “أنا محتاج حضرتك تتكلِّم معاها، لإني حاولت كتير وهي مش بتسمعني”.
لاحظوا إني اخترت الحَما مش الحَماة, لإن الستات الصراحة كُلُّهُن عاطفيات، وبيحسبوها بالعاطفة قبل العقل, إلّا قُليِّل عشان ماكونش بَعَمِّم. وإن كان الأفضل تاني إننا نحاول نحل مشاكلنا بالاتفاق ما بينا. أعتقد إن الأزواج مُضطَرّين تكون دي آخر خطوة خالص يلجأولها، لإن لازم تتأكِّدوا إن مهما إنتوا عَدّيتوا مشاكلكوا وحَلّيتوها, فالأطراف إللي بتحكولهم مش حَينسوا ده! مهما كان بينكم من نزاع أو خِلاف، فلِسَّه عندكم رصيد لبعض! استغلّوه وابنوا عليه، وبلاش تستعينوا بحَدّ من بَرَّه مش حَيبني، بَل ممكن يهِد!
فُتُّكُم بعافية
سارة سليمان
ميتا كوتش و مدربة علاقات زوجية معتمدة
الصورة: DeathToStockPhoto
مواضيع ستعجبك



