الفصل العاشر آه يا راسيPosted by on

الصداع و ألم الرأس عند الأطفال

الصداع

طبيبتي…. صغيرتي يشكو مرارًا من ألم بالرأس وهذا يزعجني.

عندما تذكر كلمة الصداع والأطفال نجد أن الآباء يفكرون في أنواع الصداع التي تحدث لهم وأحيانًا يشكو الكبار أن الصغار هم أسباب صداعهم، ولكن صداع اليوم خاص بالصغير، نعم يشكو الصغار من الصداع أيضًا، وتشير الأبحاث إلى أن 50-70% من أطفال المدارس يعانون من الصداع المتكرر ويشكون منه من آن إلى آخر، وتنزعج الأم عند شكوى الصغير، ولكن لننظر لأسباب الصداع في الأطفال فنجدها كثيرة، مثل صداع الكبار، فهناك الصداع النصفي، وصداع التوتر العصبي والإرهاق ولصداع الذي يصحب الارتفاع الشديد في درجة الحرارة، ويشكو حوالي 10% من الصغار من الصداع النصفي المزمن..

والآن ماذا تفعلين يا صديقتي الأم قبل استشارة الطبيب؟

أولاً: أدوية الصداع: الأدوية المستحبة والآمنة للأطفالة هي مستحضرات البارسيتامول مثل البارامول والأبيمول والتايلنول والسيتال، ولكن بالجرعة المحسوبة لكل طفل.

ثانيًا: استعمال كمادات الماء الدافئ بالتبادل مع الماء البارد لمدة نصف ساعة.

ثالثًا: الراحة في الفراش، ومجرد الراحة لمدة قصيرة يمكن أن تساعد في علاج صداع الصغير وبالذات الصداع النصفي، وعلينا إبعاد الضوء قدر الإمكان.

رابعًا: تدليك الرأس: من الممكن تدليك الرأس واستعمال الماساج، ولكن بحنان وخفة، ولكن بعض الصغار لا يتحملون حتى اللمس على الرأس وقت الصداع.

خامسًا: محاولة منع تكرار الصداع بالوقاية منه وذلك بأن تلاحظ الأم الأسباب التي تؤدي إلى الصداع وتحاول منعها وإزالتها فمثلاً: إذا كان الصداع يأتي بعد فترة من عدم الأكل أو الصيام فعلى الأم التأكد من حصول الصغير على وجبة الإفطار، وعلى الأم أيضًا ملاحظة الأطعمة التي تزيد من حدة الصداع، مثل مشتقات الشيكولاتة والكاكاو والفول السوداني وبعض أنواع الجبن، بالذات القديم منه ، واللحم المحفوظ (لتحذر الأم أيضًا بعض أنواع البيتزا التي تحتوي على أملاح جلوتامات الصوديوم sodium Glutamate وهي ترتبط بحدوث نوبات الصداع النصفي).

وعلينا أيضًا أن نتحاشى منتجات الكافيين فقد يحدث الصداع عند تعود الصغير على هذه المادة لفترة ثم عدم الحصول عليها. فمادة الكافيين التي توجد في منتجات القهوة ويتعاطاها الكبار تحدث هذا.

ويأتي إلينا صوت الأم: ولكن ابني لا يشرب القهوة.. لا يا صديقتي الأم فإبنك يتعاطى الكافيين في الشيكولاتة المحببة إليه، والكولا التي تحتوي على قدر كبير من الكافيين. ولذا عن حرمان الصغير منم هذه المواد يحدث الصداع فعلينا منذ البداية تحاشي الإكثار من هذه المنتجات وتركها لأوقات المناسبات.

سادسًا: ملاحظة الصداع الموسمي الذي يشكو منه الصغير في بعض المواسم مثل موسم الامتحانات، أو عند حدوث المشادات المنزلية فعلى الأم والأب تحاشي مثل هذه المشاحنات وعلاج صداع الامتحانات بإعطاء الصغير ثقة في نفسه، وتهدئته وعلينا مواجهة الصغير بأسباب الصداع الحقيقية وتمرينه على التحكم في أعصابه وعواطفه وعليك أيضًا يا صديقتي الأم الحوار بصراحة مع الصغار ومساعدتهم على إطلاق أي نوع من أنواع القلق الداخلي المختزن.

سابعًا: صداع العصر هو الصداع الذي يأتي بعد قضاء ساعات أمام جهاز الكمبيوتر وهذا يُحدث شدًا في عضلات العنق مما يسبب آلام الرأس، ويجب علينا تمرين الصغير على تحريك رأسه من آن لآخر وأخد ساعات من الراحة.

ملحوظة للآباء الأعزاء:

عليكم عدم التوتر عندما يفقد الصغير نصف درجة أو لا يحقق المجموع المرجو منه، وعلينا أن نساعد أطفالنا على التمتع بطفولتهم، ويجب أن ندخل اللعب في جدول حياة الطفل حتى لا ننسيه طفولته في غمرة التفوق، والسباق للحصول على الدرجات والمراكز الأولى.

ثامنًا: علمي طفلك الاسترخاء وذلك بالاستماع إلى الموسيقى أو التفكير الإيجابي في أشياء تسعده وتساعده على الاسترخاء.

متى نلجأ للطبيب؟

أولاً: إذا كان الصداع مصحوبًا بارتفاع شديد في درجات الحرارة، أو قيء أو شد في عضلات الرقبة أو فقدان للوعي أو إعياء شديد.

ثانيًا: الصداع الذي يتبع إصابات الرأس.

ثالثًا: الصداع الذي يحدث عند الاستيقاظ في الصباح بالذات إذا كان مصحوبًا بميل للقيء.

رابعًا: الصداع الذي يزيد على مدى النهار أو يزيد حدة من يوم لآخر.

خامسًا: الصداع الذي يزيد بعد أزمة سعال شديد.

سادسًا: الصداع الذي يمنع الصغير من النشاط أو الحيوية أو الاشتراك في حفلات المدرسة.

سابعًا: الصداع الذي يتكرر في ناحية واحدة من الرأس ويتركز في نفس المكان.

آه يا بطني

يصرخ الصغير- والصراخ عند الأطفال وسيلة لنقل المعلومات- يصرخ الصغير عند الجوع وعند البلل أو الشعور بالبرد ويصرخ أيضًا عند الشعور بالوحدة والهجر وعند المرض أو عند إحساسه بالملل وأحيانًا يصرخ الصغير بلا سبب.

وبين سن أسبوعين إلى ستة أسابيع قد يأتينا بكاء الصغير يوميًا في توقيت خاص كل مساء، ولمدة قد تستمر لمدة ساعتين أو ثلاث متواصلة، ونوبات البكاء هذه تصيب الأم بالإحباط الشديد- بالذات عند تكرارها- ولتعرف الأم «بعد استثناء أي حالة مرضية» أن هذه النوبات تعتبر مرحلة من مراحل النمو، ولتعرف أيضًا- وهذا مهم جدًا ـ أنها لن تطول إلى آخر العمر.

وعند بلوغ الصغير سن ثلاثة أشهر تقل هذه النوبات. حتى تصل إلى ساعة أو ساعتين ولكن حتى نصل إلى هذه المرحلة لتعلم الأم أن هذه النوبات المتكررة من الصراخ غالبًا سببها المغص.

والطفل الذي يصاب بما نطلق عليه (مغص الثلاثة أشهر) غالبًا يصرخ بنغمة محددة تصل إلى الحدة في الغالب، ويبكي وهو غاضب، ويقبض كفيه الصغيرتين مع ثني الذراعين والساقين إلى أعلى ناحية البطن.. وبالنظر إلى الوجه الصغير نجده مكدرًا ومهمومًا، أما منطقة البطن فتكون مشدودة وبها هواء كثير كالبالونة المنفوخة وفي قمة أزمة المغص غالبًا يخرج الصغير الهواء من الشرج، ومن الممكن إخراج بعض البراز.

ويجب على الأمهات أن يعرفن أن من بين كل خمسة أطفال هناك واحد يشكو من هذه النوعية من المغص أي حوالي 20% من الأطفال الطبيعيين ولكن يتبقى السبب للأسف غامضًا.. ويلقي أطباء الأطفال اللوم على الأم مع إتهامها بالعصبية الشددية وفي الواقع أن هذه الأحداث إن لم يكن سببها عصبية الأم فهي بالقطع تؤدي إلى هذه النتيجة، فتشعر الأم بالتوتر وأنها لا حول ولا قوة في هذا الصراخ المستمر والثورة العارمة لهذا المخلوق الصغير.

ولكن أيا كانت الأسباب فسينتهي هذا المغص المثير عند حوالي ثلاثة أشهر (عفوًا في أسوأ الأحوال قد تمتد شهرًا آخر أي حتى سن أربعة أشهر) وأنا أعلم يا صديقتي الأم أن هذه الشهور تمر عليك كالدهر.

ويعلم الطبيب أن الحياة مع هذا المخلوق وهذا المغص صعبة جدًا، ولكن ما يهدئ الأم هو أن تعلم أن ليس هناك أي ضرر يقع على الصغير، وليست له أية آثار جانبية.

والحل والعلاج للمغص والصراخ عند الرضع هو الصبر والتحمل.

ولكن قبل استشارة الطبيب على الأم عمل الآتي:

أولاً: اعرفي طفلك فما يساعده قد لا يساعد طفلاً آخر، وتأكدي أن الصغير لا يشعر بالجوع أو البرد أو البلل، أو يريد إشباع غريزة الامتحصاص بإصبعه أو السكاتة، وتأكدي أيضًا أنه لا يصرخ للحصول على المزيد من الحنان وحاولي إشباع كل رغباته النفسية والعضوية بحمله قريبًا من قبلبك ليسمع دقاته وأسمعيه صوتك الحاني لكي يطمئن.

ونصيحة لك يا صديقتي الأم: طفلك قد يشعر بالملل، فلتجربي عند الصراخ تغيير الحجرة أو الخروج به إلى حديقة أو في نزهة بالسيارة أو حول المنزل وذلك للتغيير وفي الغالب سيهدأ وينسي آلامه.

ثانيًا: حاولي تنظيم وجبات الطفل وبالرغم من أن اتجاه طب الأطفال الحديث هو إلى عدم تنظيم الوجبات ولكن مع الأطفال المتوترين ذوي الجهاز الهضمي شديد الحساسية يأتي التنظيم أحيانًا بالفائدة وذلك لعدم إرهاق المعدة والجهاز الهضمي وبالتالي يهدأ الصغير.

ثالثًا: ساعدي الصغير على الشعور بالسعادة إذا وجدته يريد اللعب ولتستثمري هذا الوقت بالعزف على الوتر الحساس، وهذا لإطالة فترات اللعب معه، والغناء له، وهذا قد يعوضه لأن الهدوء يأتي بثمار أجمل بكثير من الصراخ والبكاء.

رابعًا: على الأم عدم اللجوء لتغيير نوع الغذاء بسرعة وبدون تأن، ففي أغلب الأحيان ينصح الطبيب بتغيير نوع اللبن فقد يحاول تغيير اللبن من لبن الأم إلى لبن الأبقار أو لبن فول الصويا. وقد يستجيب الصغير في أول الأمر ولكن بعد يومين أو ثلاثة يعود الحال إلى ما كان عليه ولا يكون نوع اللبن هو السبب في هذا المغص المريب.

خامسًا: حاولي تغيير وضع الرضاعة، فإن الأطفال ذوي المعدة الحساسة يميلون إلى وضع الرضاعة الأقرب إلى الوقوف، فهذا الوضع يمنع ابتلاع هواء كثير مع الرضعة مما يتعب البطن، ولتحاول الأم إخراج الهواء الزائد بتكريع الطفل بعد الرضعة إذا أمكن ذلك.

سادسًا: عند حدوث أزمة المغص من الممكن اللجوء إلى شخص آخر للمساعدة مثل الأم أو الخالة أو صديقة لكن الأم تدخل في حلقة مفرغة وتلوم نفسها، فالطفل يصرخ وهي تصرخ وتلوم نفسها، ولكنها أزمة وستزول.

متى نلجأ للطبيب؟

إذا استمر المغص او الصراخ بعد أن يبلغ الصغير أربعة أشهر أو إذا كان مصحوبًا بأية أعراض عضوية أخرى، فقد يكون المغص تعبيرًا عن وجود فتق في البطن ويجب علينا علاجه.

الإمساك

طبيبتي… ابنتي سارة.. تظل أحيانًا لمدة ثلاثة أو أربعة أيام دون أن تذهب للحمام للتبرز وهذا يشغلني كثيرًا، ولكن ما ألاحظه وهو الشيء الغريب أنه بالرغم من مرور هذه الأيام إلا أنها عند التبرز تبدو طبيعية جدًا ولا تشكو من أية أعراض أخرى، فهل يعتبر هذا إمساكًا؟

صديقتي الأم… تعتقد بعض الأمهات أن الصغير لابد وأن يتبرز يوميًا وإلا يعتبر ذلك إمساكًا وأنه خطأ ولكن لتعلمي أن عادة التبرز الطبيعية أو كما يقول العامة طبيعة الشخص تختلف من شخص لآخر والقانون الطبي يقول إن المهم هو شعور الطفل بالراحة والمهم أيضًا عدم وجود أعراض تشير إلى حالة مرضية، فحتى لو كانت طبيعته أن يذهب للتبرز مرتين في الأسبوع مثلاً فقد ويكون فيها البراز لينا طبيعيًا في مظهره فهذا سيعتبر عاديًا بالنسبة لهذا الطفل بالذات، ومثلاً هناك بعض الصغار يمضون ثلاثة أو أربعة أيام دون التبرز وتشعر الأم بالقلق ولكن في اليوم الرابع يأتي الفرج ويتبرز الصغير دون أية معاناة.

وهنا لا يعتبر الطفل ممسكًا.

أما الإمساك الحقيقي فمعظم أسبابه في الأطفال غالبًا عيب في الغذاء.. فالله سبحانه وتعالى خلق لنا هذا الجهاز الهضمي العظيم بتصميم يعمل في قمته وهو ممتلئ بغذاء من الألياف الطبيعية أي الحبوب والبقول والفواكه والخضروات وكما يصمم المهندس البارع سيارة معينة تعمل بنوع من الوقود حتى إذا اختلف هذا الوقود ترتبك السيارة.

وإذا رجعنا لأنواع الطعام المصمم عليه الجهاز الهضمي فسوف نجد أن هذه الأطعمة ليست هي المفضلة عند الصغار، فيميل الصغير إلى الخبز الأبيض الخالي من الألياف أكثر من الخبز البلدي الأسمر وهو الخبز المثالي.

وقد يصاب الصغير بالإمساك في مرحلة معركته في التمرين على التبرز وعلى العادات الصحية السليمة في استعمال الحمام وذلك نتيجة للتغيرات الفسيولوجية والتي تطرأ عليه أثناء فترة التمرين وكمرحلة من مراحل المقاومة والتعليم تطرأ عليه مرحلة الإمساك فنجد أن الصغير يحبس نفسه أثناء المعركة التي تدور بينه وبين الأم كسلاحه الوحيد الذي يجيده حتى يتغلب هو على الأم وعلى صراخها ومعاركها فيمتنع الصغار إراديًا لمدة أيام عن التبرز ويجف أثناءها الماء حول البراز المتبقي وقد يصبح البراز متحجرًا وهنا تبدأ المشاكل.

والآن ماذا تفعلين قبل استشارة الطبيب؟

أولاً: عند مضي أيام على استمرار الإمساك وشعور الطفل بعدم الراحة فعلينا اللجوء إلى اللبوس أو التحاميل وهي تعمل عن طريق إثارة الشرج لكي يفتح، لأنها مثل الرصاصة الصغيرة اللزجة التي تذوب عندما تدخل الشرج ثم المستقيم ولذا فمفعولها عن طريق إثارة المستقيم حتى يخرج ما به بطريقة سهلة، ولكن لتحذري تكرار استعمال هذه الطريقة والتي قد تؤدي إلى تعود الطفل على عدم الإخراج إلا بعد وصول إشارة البدء عن طريق الشرج ومن الممكن استعمال طرف الترمومتر الطبي المبلل بالفازلين الطبي ولكن يجب الحرص في استعماله وعدم إدخاله إلا بقدر بسيط أي حوالي 4سم للداخل وتقوم الأم بتكرار إدخاله وإخراجه برفق وفي أغلب الأحوال سيخرج الترمومتر ومعه هدية جميلة تنتظرها الأم وهي هدية جميلة ليس لأنها مادة براز ولكن لأن الصغير سوف يشعر بالراحة بعدها ولكن أيضًا علينا عدم استعمال هذه الطريقة كثيرًا حتى لا تؤدي إلى الكسل في الإخراج.

ثانيًا: اللجوء لمنقوع الخروب الطبيعي ويخلط منقوع الخروب مع لبن الصغير (ملعقة صغيرة على الرضعة) أو اللجوء إلى أعشاب طبيعية مثل شيخ البابونج وهذه المواد تساعد على خروج الماء من جدار الأمعاء إلى داخلها ويصبح البراز لينًا.

ملحوظة: هناك لبن للرضع مخلوط بمادة الخروب ويصفه الأطباء لبعض الصغار الممسكين.

ثالثًا: من الممكن استعمال ملعقةمن زيت البارافين أو دواء ملين سائل بالذات في الأطفال الأكبر سنًا ولكن يجب علينا عدم الإكثار من هذه المواد لتدخلها في امتصاص الفيتامينات التي تذوب في الدهون.

رابعًا: متابعة طعام الصغير وما يفصله وما يرفضه حتى تضع الأم يدها على سبب الإمساك وتعتقد الأم أن تناول منتجات الألبان يمنع الإمساك ولكن بعض الأطفال الذين يكثرون من شرب الألبان ومنتجاتها قد يشكون من الإمساك على عكس ما تعتقده الأم وذلك لأن الطفل يحصل على متطلباته من اللبن الذي يشعره بالشبع ولا يأكل الأطعمة التي تحتوي على الألياف.

ومن الأطعمة التي تؤدي إلى الإمساك التفاح والموز والأرز الأبيض النقي والذي يحبه معظم الصغار وعلى الأم تشجيع الصغير على زيادة كميات الأطعمة التي تحتوي على كميات من الردة مثل الخبز البلدي الأسمر ومن الممكن أيضًا إعطاء الصغير أنواعًاا من البسكوت التي تحتوي على الردة ومن الممكن أن تضيفها الأم على الأطعمة التي تطبخها في المنزل.

عند إحساس الصغير بالجوع عليك أن تشجعي طفلك أن ياكل غذاء الأرانب بدلاً من تعاطي الحلويات والمياه الغازية فالجزر لذيذ ومغذ والخس والخيار أيضًا من أكثر الأطعمة التي تؤدي إلى نشاط الأمعاء ولنقدمها بصورة جميلة وشهية ولنعلم الصغير التمتع بأكله.

صديقتي الأم صغارنا عجينة خام في أيدينا فكوني مثلاً أعلى للصغير فعندما يرى صغيرك أمه تأكل هذه المأكولات الصحية فسوف يحبها ويتعود عليها وأسمع كثيرًا من الأمهات أن الطفل لا يرضى بديلاً للحلويات والمياه الغازية، وعندي الحل الجاهز فأقول لكل أم:

أنت الأقوى وتهمك مصلحة الصغير، فلا تخضعي لهذا الدكتاتور فتفقدي تعليمه للعادات الصحية والتي ستظل بقية العمر، وعليك تقديم الخضروات المغذية له مثل القرنبيط والسبانخ والكرنب والتي تحتوي على الألياف المفيدة في صور شهية ولذيذة: لتجميل الطبق وجعل قطع القرنبيط تبدو مثل الزهور الصغيرة ومن الممكن أيضًا خلط هذه الخضروات ببعض اللحوم وتقديمه للصغير على هيئة كفتة مثلاً.

وعلينا أن نشجع الصغير على أكل الفاكهة مثل الكمثرى والخوخ التي لها مفعول السحر على الأمعاء والتقليل من الموز الذي يزيد من الإمساك.

خامسًا: عليك إعطاء الصغير سوائل كثيرة والتأكد من حصوله على قدر كااف من الماء فإن إضافة السوائل للطعام بالذات الذي يحتوي على ألياف مفيدة جدًا للأمعاء، وعليك إعطاء الصغير عصير الفاكهة الطازجة مثل عصير البرتقال والعنب وهذه العصائر تعتبر ملينات طبيعية.

سادسًا: عدم اللجوء لتعليم التبرز الإرادي في ميعاد مبكر قبل استعداد الطفل له فالصغير يجب أن يدرك أولا أنه قد يتبرز ثم تأتي مرحلة إخبار الأم قبل أن يتبرز، وليحذر الآباء استعمال الإرهاب في التعود على العادات السليمة في التبرز، فقد يلجأ بعض الآباء للعنف أو الضرب أو التأنيب وهذا سيقلب هذا التمرين إلى معركة، ويكون فيها أكثر من خاسر فلتنتظر الأم الوقت المناسب، وتقرع على الحديد وهو ساخن، ولتستغلي فرصة استعداده وتقبله في أنسب وقت وإلا سينقلب الموضوع إلى الإمساك.

سابعًا: علينا أن نعالج أي توترات في حياة الطفل قد يؤدي إلى التوتر، والذي يؤدي إلى الإمساك وكثيرًا ما نفاجأ بهذا المرض في أطفال الحضانة الذين يذهبون للمدرسة لأول مرة في حياتهم.

في السابق ناقشنا الإمساك المرضي العادي، ولكن قد يكون الإمساك إنذارًا خطرًا لعدة أمراض منها انسداد الأمعاء فلنستشر الطبيب في الأحوال الآتية:

أولاً: عند عدم تبرز الرضيع الذي يتغذى على ثدي الأم لمدة 48 ساعة مع وجود آلام غير محتملة مع تمدد المعدة والأمعاء وفقدان في شهية الصغير.

ثانيًا: إمساك مع نوبات عدم تحكم في البراز (إخراج بعض البراز في الملابس الداخلية بصورة مستمرة).

ثالثًا: إمساك مصحوب بنوبات من القيء الشديد، وهذا إنذار بالإنسداد المعوي.

التبول اللاإرادي

مشكلة مزعجة مؤرقة لكل الأطراف، وتسبب الإحراج الشديد أمام الأطفال والإخوة الأصغار سنا، والمشكلة تبرز بالذات عند ذهاب الصغير أو الصغيرة لقضاء إجازة مع الأقارب أو الأصدقاء فيظل الصغير مستيقظًا طوال الليل حتى لا يبلل الفراش ويحدث الإحراج الشديد.

صديقتي الأم: لا داعي للانزعاج فهذه المشكلة تحدث كثيرًا فبين كل خمسة أطفال بين سن أربع وخمس سنوات هناك صغير واحد يشكو من التبول اللاإرادي أثناء النوم، ومن كل عشرة ذكور حتى سن الأثنى عشر عامًا هناك واحد يشكو من نفس المشكلة. التبول اللاإرادي موجود في الذكور أكثر منه في الإناث.

وبعض أطباء الأطفال لا يعيرون هذه الشكوى اهتمامًا حتى يبلغ الصغير عامه السادس ويعتبرون أنها مشكلة من مشكلات التطور والنمو الطبيعي.

وقبل استشارة الطبيب على الأم عمل الآتي:

أولاً: عليك أن تعلمي أن التبول اللاإرادي يحتاج إلى جرعة كبيرة من التفهم وجرعة أكبر من الصبر.

ثانيًا: عليك التخلص من تأنيب النفس وتأنيب الطفل وعدم جعله يشعر بأنه يسلك مسلكًا خاطئًا فالمشكلة بيولوجية تحدث بسبب عدم التحكم اللاإرادي في التبول أثناء النوم وهناك اعتقاد خاطئ منتشر بين الأمهات بأن التبول اللاإرادي في الغالب سببه حالة نفسية عند الصغير، وهذا السبب نادر جدًا ولا يكون مسئولاً عن هذا العرض ولذلك فلنبعد اللوم عن أنفسنا.

ثالثًا: عند اكتشاف الفراش المبلل في الصباح، على الأم عدم عقاب الصغير أو لومه أو توبيخه، فهذا لن يأتي بثمار ولتعرف الأم أن الطفل لا يريد أن يبلل فراشه، ولكن العكس صحيح تمامًا، فهذا خارج عن إرادته.

رابعًا: على الأم الاستعداد التام في المساء لتغطية المرتبة بطبقة من المشمع حتى لا تنزعج كثيرًا عند اكتشاف البلل في الصباح.

خامسًا: على الأم اتباع الآتي قبل أن ينام الصغير:

– تجنب أي مشروبات بها نسبة من الكافيين مثل الكوكاكولا والشوكولاتة والكاكاو والشاي والقهوة فمادة الكافيين مدرة للبول، وتجنب هذه المادة يساعد على عدم حدوث التبول اللاإرادي.

– التشجيع لا التأنيب: علينا تشجيع الصغير في الصباح عند اكتشاف عدم حدوث التبول اللاإرادي، والعكس صحيح فعلينا عدم اللوم إذا حدث البلل، والمكافآت التشجيعية لا يهم أن تكون مادية فقبلة أو حضن جميل من الأم كاف لمكافآة الصغير.

– إيقاظ الصغير أثناء النوم: ومن الممكن إعطاؤه المسئولية بأن يأخذ معه منبهًا يضبطه على ميعاد نصف ساعة قبل الميعاد المعتاد فيه على التبول اللاإرادي.

– على الأم تعليم الصغير عمل تمرينات لتقوية المثانة بأن تعطي الصغير ماء أو سوائل والامتناع عن الذهاب للحمام فترات تطول بالتدريج وذلك لإعطائه الإحساس بامتلاء المثانة والتمرن عليه.

استشارة الطبيب:

عندما يشكو الصغير من آلام في أسفل البطن أو الظهر، أو يحدث ارتفاع في درجة الحرارة عند الاستيقاظ ليلاً، أو إحساسه بعطش شديد، وتلجأ الأم أيضًا للطبيب إذا حدث التبول اللاإرادي أثناء النهار وليس فقط أثناء الليل.

عند وجود رائحة نفاذة كريهة للبول عند حدوث الردة أي العودة إلى التبول اللاإرادي بعد فترات طويلة من التحكم الإرادي، وننصح الأم بعمل تحليل كامل ومزرعة للبول قبل الذهاب للطبيب، وقد يرشح الطبيب المعالج عمل أشعة على العمود الفقري فهناك بعض العيوب الخلقية للعمود الفقري مصحوبة بالتبول اللاإرادي وعليك يا صديقتي الأم ألا تنزعجي فهناك عقاقير جديدة تعالج هذه المشكلة السخيفة المحرجة وتأتي بنتائج سريعة وتشعر الصغير والأم بالراحة وبالجفاف.

 

د. نانسي عبد العزيز سليمان

أستاذ طب الأطفال

جامعة عين شمس

 

*جميع الحقوق محفوظة

 

عالج ابنك حتي يصل الطبيب


اترك تعليقاً