لايك بليز لصورة ابني عشان يكسب!Posted by on

لايك لصورة ابني عشان يكسب

كثيرًا ما نرى مسابقات أجمل صورة للأطفال على صفحات الفيس بوك، وتسعى كل أُم جاهدةً أن تُشْرِك ابنها أو ابنتها في مثل هذه المسابقات التي عادةً ما تنظمها حضانة، أو مدرسة، أو أي مؤسَّسة أخرى ربحيّة بغرض دعائي حتى تنتشر صفحتها على الفيس بوك بأقل تكلفة. ويجتهدان الأُم والأب -وأفراد الأُسْرة المُقَرَّبين في بعض الأحيان- لنشر صور الطفل على صفحاتهم الشخصيّة، وعلى الجروبات المختلفة، ليطلبوا من الجميع: “لايك بليز لصورة ابني عشان يكسب!”، ولكن هناك عِدّة ملاحظات من الناحية التربويّة على مثل هذه المسابقات، وأثرها على الطفل الذي بالتأكيد يكون على عِلْم بأنه مُشْتَرِك بها مثل:

  • تجاهُل قيمة العمل، فالطفل يعلم أنه قد فاز في المسابقة بدون أدنى مجهود منه، وأن فوزه في هذه المسابقة جعل له قيمة عند الناس، وأهميّة رأي الناس بالنسبة له ولنظرته إلى نفسه في حين أننا من المفروض أن نسعى لتربية أبنائنا على النقيض من هذه الاعتقادات تمامًا، فالطفل ينبغي أن يتعلَّم أن:
    • قيمته تنبع من مجهوده وعمله وليس من مكسب عشوائي، وأنه كي يصبح له قيمة لا بُدّ أن يعمل ويجتهد.
    • أن الاجتهاد مهم لتحقيق المكاسب.
    • أن يكون واثقا من نفسه بغض النظر عن رأي الناس فهو لا ينتظر تأكيدات من الناس حتي يثق في نفسه أو يعرف قدراته.

 

  • الاهتمام لرأي الآخرين بطريقة غير صحيّة، حيث أن هذا الذي كان سبب فوزه في الأساس!
  • الاهتمام بالتفاهات والأمور التي ليس لها قيمة حقيقيّة، فما هي أهمية الفوز في مثل هذه المسابقة من الأساس؟
  • أما إذا كان الطفل تعيس الحظ ولم يفُز بالمسابقة -وهذا سيكون نصيب أكثر الأطفال المشاركين- فقد يشعر بالإحباط والحزن، وقد يؤثِّر هذا على ثقته بنفسه، فلماذا لم يُعْجَب أحد بصورته؟ ولماذا لم يفُز؟ وقد يكون الطفل مُتَفَوّقًا دراسيًّا أو رياضيًّا، إلّا أن هذا لم يشفع له للفوز في مسابقة الفيس بوك! فهل يعني هذا أن نجاحه الدراسي بلا قيمة؟، وأن صديقه الذي فاز بالمسابقة هو أفضل منه، وإن لم يكن يُعْرَف عنه الاجتهاد؟
  • كذلك نشر الحقد والغيرة بين الأطفال إذا كانت المسابقة بين أطفال في فصل واحد بِلا أي منافسة حقيقيّة، فليس هناك شئ يمكن للطفل أن يفعله كي يفوز.
  • كما أنه قد يقوم أحد ضِعاف النفوس بحَسَد الطفل، فيمرض أو يصيبه مكروه والعياذ بالله.
  • أمّا إذا كان طفل صغير أيَّتُها الأُم، ولا يعي مثل هذه المسابقات أصلًا، فلِمَ ترضين أن تجعلي صورة ابنك أداة تُسْتَخْدَم في الدعاية؟

وأخيرًا عزيزتي الأُم، نعلم أنكِ قد تشتركي في مثل هذه المسابقات حُبًّا في أبنائكِ، واعلمي أنه لا أحد يهتم بكِ وبمصلحة أبنائكِ إلّا أنتِ. فكل هذه الشركات من حولك لا يهمُّها أي شئ إلّا تحقيق مكاسب لها سواء في صورة انتشار أكبر، أو مبيعات أكثر، أو غيره، فلا تكوني أداة لهم، ولا تعطيهم مساحة كي يوجِّهونكِ كما يشاؤون.. كوني أنتِ المُسَيطِرة!

 

 

سارة طاهر

رئيس التحرير

 

مواضيع أخري أخترناها لك:

مش لازم تسلي ولادك!

8 أشياء يفتقدها أبناؤنا

كيف ربي “ستيف جوبز” مؤسس أبل أبناءه؟

لا أحب الجلوس مع ابنتي ماذا أفعل؟

 

 

الصورة: bigstock

 

تربية

اترك تعليقاً