لسان حال الكثير مِنّا هو: ” كنتي فين يا (لأه) لمّا قولت (آه)”! معظمنا يُرَدِّد تلك الجملة كثيرًا على مدار أيامنا وعُمْرنا. كام مَرّة اتمَنّيتي جُوّه نفسك إنك تقولي: “لأ”، وجُزْء تاني خالص ليس لكي عليه سُلْطان بيقول: “آه”، لخدمة، لطلب، حتى لتعليق سخيف مش موافقة عليه ونفسك تعترضي، لكن عكس ما تريدين تجدين نفسك وبمنتهى الطلاقة تقولين: “آه, صح”! كام مَرّة راجعتي نفسك فيها بعد حوار حقيقي واتمَنّيتي يرجع بيكي الزمن لتغيير كل كلمة وكل حرف.. وتقولين: “لأ”.
أعتقد إن أكتر فترة مارسنا فيها كلمة “لا” هى أيام الطفولة، عندما كانت الإجابة لكل شئ هى “لا” بسبب أو من غير سبب! بس أهو برضه كان آخر عَهْدنا بكلمة “لا” الواضحة والصريحة هي مرحلة الطفولة البريئة. و بدأ عصر الـ “لا” في الاضمحلال، وأصبحنا نَسْتَبْدِل كلمة “لا” بـ “آه”، أو “حاضر” حتى لو عكس ما نريد! ومن يملك حبوب الشجاعة، وبيقول “لا ” لازم يجد سيل من المُبَرِّرات لـ “لا” وكإن هذا اللفظ المدعو بـ “لا” مُهين، أو شئ مَعيب، أو مايصَحِّش نقوله.
ونفضل نِبَرَّر ونوضَّح أسبابنا.. ليه كلمة “لأ”، أو “أنا آسف، مش هَقدر أنفِّذلَك طَلَبَك” صعبة؟ فين بساطة إن “لأ” مش قِلّة أصْل أو بجاحة، و”لأ” ما هي إلّا مُجَرَّد ظروف مش مناسبة وبس، أو حتى مزاج مش مناسب. ليه بنَتَعَمَّد نحبِط أنفسنا، ونضعها في كَفِّة الإحساس بمدى ثِقَلْ المطلوب منها، ونوافق على أشياء مُرْهِقة نفسيًّا لينا ومش عن طِيْب خاطر! قد تكون نشأتنا أحد أهم الأسباب.. وأنا لا أعيب على نشأة الكثير مِنّا، لكن أعيب على من يستغل حُسْن النيّة فينا، وإذا عاد بي الزمن مَرّة أُخرى سأحب ذلك في تربية أبي وأُمّي لي ولإخوتي, لكن ما وجب الوقوف عنده هو قدرتنا على التمييز لمن ومتى نقول “آه”؟ وتحت أي ظرف نرفض استغلال براءة الموافقة فينا؟
عزيزتي المرأة، اتعَلِّمى تقولي “لأ” بكل ثقة عندما تشعرين بعَدَم راحة.. فأنتِ أكثر من يعرف نفسكِ، وتعرفين ما يسعدكِ وما يُثْقِل قلبكِ.. وأنتِ عزيزتي المرأة الأُخرى، تَقَبَّلي الـ “لأ” بصَدْر رَحِب.
فُتُّكوا بعافية..
يُمْنى جاد
مواضيع أخري اخترناها لك:
9 أشياء تحتاجين لاضافتها لحياتك



