اضطراب صعوبات التعلم عند الأطفال – نصائح للعلاجPosted by on

صعوبات التعلم عند الأطفال

 

‎تعاني العديد من الأمهات من مشكلات دراسية مع أبنائهم، وتتطور هذه المشكلات مخلِّفةً ورائها اضطرابات جَمّة لكل من الأم والطفل على حدٍ سواء. فما من أم تتمنى أن يكون ابنها فاشل دراسيًّا أو فاقد للثقة بنفسه لكثرة ما يتعرض له من نقد سواء في البيت أو المدرسة، بل ويؤدى ذلك أيضًا لتدهور العلاقة بين الأم والطفل في مرحلة مبكرة. لذلك عزيزتي الأم، قبل أن تحكمي أو تسمحي لأحد بالحكم على طفلكِ بالغباء، أو الكسل، أو الفشل الدراسي.. أدعوكِ لإلقاء نظرة على اضطراب صعوبات التعلم، والتعرف على ماهيته وأهم خصائصه وأسبابه، فمن الممكن أن يساعدكِ ذلك في العلاج بدلًا من أن تزيدي الأمر سوءًا.


ما هو اضطراب صعوبات التعلم؟

هو مشكلة تتشابك فيها العوامل البيولوجية مع البيئية مخلِّفةً آثارًا في  قدرة الطفل على فهم وتعلم الأشياء في مختلف مجالات الحياة، وليس فقط في المدرسة. فصعوبات التعلم تؤثر على كيفية استقبال الفرد للمعلومات، واستيعابها، والتعامل معها بصورةٍ سليمة، فعلى سبيل المثال؛ الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم عندما يتلقى المعلومة يكون غير قادر على إعادة إصدارها، أو صياغتها، ويواجه أخطاء كثيرة عند محاولته فعل ذلك.
كما أن طفل صعوبات التعلم لا يرى الصورة كما نراها نحن، بل يراها غير واضحة ومشوشة بل ومتحركة وغير ثابتة أحيانًا، مما يؤثر سلبًا على إدراكهم للصور والكلمات، وهو الأمر الذي يعوق قدرتهم على النقل من نموذج.

فيديو يشرح ببساطة ما هو اضطراب صعوبات التعلم عند الأطفال:

 


أسباب صعوبات التعلم:

  • أسباب مباشرة:
  • الوراثة: تعد الوراثة إحدى الأسباب المباشرة التي تؤدي إلى حدوث صعوبات التعلم. فقد نجد أن المشكله لدى الطفل هي متوارثة من الأب أو الأم أو أحد الأقارب.
  • خلل في تطور المخ سواء قبل، أو أثناء، أو بعد الولادة: ومن العوامل التي تؤثر سلبًا على نمو وتطور المخ:
  • إصابة الأم بالأمراض أثناء الحمل.
  • مشاكل أثناء الولادة مثل نقص الأكسجين الواصل للدماغ.
  • إصابة الطفل ببعض الأمراض مثل الالتهاب السحائي في مرحلة الطفولة المبكرة.
  • العوامل الجينية وتكون نتيجة خلل في التفاعلات الكيميائية.

 

 

  • أسباب غير مباشرة:
    وهي مجموعة من الأسباب التي لا تؤدي بشكلٍ مباشر لحدوث الاضطراب، وإنما هي عوامل تساعد في ظهور الاضطراب الموجود بالفعل. ومن هذه العوامل العوامل النفسية، البيئية، المدرسية، والعوامل الانفعالية، والاجتماعية.


أهم الخصائص والأعراض لاضطراب صعوبات التعلم:

الخصائص المبكرة في الطفولة لاضطراب صعوبات التعلم:

  • عدم القدرة على الجلوس حتى الشهر التاسع.
  • صعوبة المشي بدون مساعدة حتى العام الثاني.
  • تأخر نطق الكلام حتى السنة الثالثة.
  • صعوبة التمييز بين الأصوات أو الوجوه المألوفة.

خصائص انفعالية واجتماعية:

  • الشعور بعدم الثقة بالنفس.
  • تدني القدرة على إدراك العلاقات بين الأشياء.
  • صعوبة التعامل مع الآخرين نتيجة افتقار المهارات اللازمة، لذلك وليس لعدم رغبته في التعامل وإقامة علاقة معهم.
  • يميل للسلوك العدواني نتيجة لعدم قدرته على فهم سلوك الآخرين وتدني شعوره بالثقة بالنفس.
  • الشعور بالإحباط وتقلب حاد في المزاج.
  • تدني معدلات السلوك الإنتاجي وإنجاز الأعمال.

 

الخصائص الدراسية:

  • عدم المبالاة بالدراسة.
  • تدني مستوى التحصيل الدراسي بصفةٍ عامة.
  • التردد في نطق الكلام.
  • صعوبة في التعبير اللفظى مقارنةً بزملائه.
  • بطء شديد في الكتابة والقراءة.
  • يقرأ بصعوبةٍ بالغة، ويتتبع الكلمات التي يقرأها بأصابعه.
  • تكرار الكلمات التي يقرأها، ولا يدري إلى أين وصل؟
  • ضعف القدرة على استيعاب الكلمات والمفاهيم.
  • عدم القدرة على ترك فراغات بين الكلمات أو الأرقام.
  • صعوبة النقل من نموذج.
  • ضعف القدرة على الكتابة، أو القراءة، أو كليهما معًا.

 

الخصائص النمائية:

  • ذاكرة بصرية، أو سمعية ضعيفة، أو كليهما معًا.
  • ضعف الانتباه والتركيز.
  • ضعف الترابط البصري الحركي.
  • آداء متغير من يوم لآخر.
  • يتميز بتقلبات مزاجية سريعة وحادة.
  • صعوبة إدراك الأشكال، والأحجام، والمسافات.
  • صعوبة إدراك الوقت، والتمييز بين اليمين والشمال.
  • تأخر النمو اللغوي.
  • الكلام غير ناضج وغير ملائم للمرحلة العمرية.
  • يستجيب بطريقةٍ غير ملائمة في المواقف المختلفة.
  • عدم القدرة على اتباع التعليمات.
  • الاندفاعية وفرط الحركة.
  • صعوبة آداء المهام التي تتطلب التتابع.


نصائح للأسرة لعلاج الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم :

  • تنمية الإدراك البصري للطفل بأن نعرض عليه مثلًا صور لبعض الفواكه، أو الخضروات، أو الحيوانات، ونطلب منه تسميتها أو نطلب منه تحديد الشكل المختلف من بين عدة أشكال متشابهة نعرضها عليه مثل؛ تفاحة، برتقالة، نجفة، فراولة.
  • تدريبه على إدراك العلاقات بين الأشياء مثل؛ العلاقة بين الشمس والنهار، أو الضوء والظلام، أو العلاقه بين المفتاح والقفل، أو العلاقه بين الورقة والقلم.
  • تدريبه على معرفة الأحجام من خلال المقارنة بين شئ كبير وآخر صغير، أو شخص سمين وآخر نحيف.
  • تعليمه الفرق بين الأشياء الصلبة والسائلة، والأشياء الخطرة والآمنة كالسكين والمسطرة.
  • تعريفه الاتجاهات مثل؛ أمام وخلف، ويمين وشمال، وأعلى وأسفل.
  • تنمية قدرات الانتباه والتذكر لديه بأن نطلب من الطفل أن يحكي حدوتة سمعها بالأمس، أو أن يروي قصة فيلم كارتون شاهده من قبل.
  • تدريبه على استخدام الأرقام كأن نطلب منه أن يأخذ ثلاث مكعبات من مجموع المكعبات التي لديه، أو أن يكون مجموعة من أربع مكعبات من ألوان مختلفة.
  • تنمية الذاكرة السمعية بأن نطلب من الطفل تذكر مجموعة من الكلمات بعد إلقائها عليه بوقتٍ قصير على أن يكون تذكرها بنفس الترتيب.

 

تنمية الذاكرة البصرية من خلال عرض مجموعة من الصور ثم سحبها، ونطلب من الطفل تذكر الصور التي رآها بنفس الترتيب.
ملحوظة أخيرة: يوجد من بين الأطفال ذوي صعوبات التعلم المتفوقين عقليًّا والموهوبين، أي لديهم صعوبات تعلم ولكنهم ذوي قدرات عقلية مرتفعة، مما يستلزم ضرورة تشخيصهم ومعرفة قدراتهم وجوانب القوة لديهم لاستغلالها الاستغلال الأمثل.

 

 

رقية مجدي

أخصائية نفسية

 

 

photo credit: Bigstock

 

 

مواضيع أخري أخترناها لك:

اضطراب فرط الحركة

أنا ويحي… حكايتي مع التوحد

 

 

 

 

تعليم أولادك

اترك تعليقاً