هل تودين لو تكلم رضيعك وأخبركِ لماذا يبكي؟ لكم تمنيت هذه الأمنية، ولكن لم ولن يحدث هذا، إلا أنه لحسن الحظ فإن هناك بعض الوسائل التي يمكنها أن تساعد الأم في فهم سبب بكاء طفلها.
اللغة السرية للرضع!
بريسيلا دونستان أم أسترالية تتمتع بذاكرة فوتوغرافية للصوت مكنتها من تمييز أصوات بكاء صغارها والربط بين هذه الأصوات وأسبابها. اختبرت دونستان ما توصلت إليه مع صغارها على أكثر من ألف طفل وجاءت افتراضاتها سليمة. وهناك خمسة أصوات لبكاء الرضع تمكنت دونستان من تمييزها، إليك هذه الأصوات ودلالاتها:
- أوّاء: التعب والرغبة في النوم
- هيه: غير مرتاح، ربما يحتاج إلى تغيير الحفاض أو تغيير وضعه، ربما يشعر بالبرد أو …الخ
- إيه: الرغبة في التجشؤ (التكريع)
- انّه: الجوع
- إغ: وجود غازات، وغالبًا يكون هذا الصوت مصحوبًا بسحب الطفل رجليه نحو بطنه أو الدفع بهما لأسفل، وسيبدو وجهه وجسمه كله غير مرتاح.
قد تبدو الأصوات متشابهة، وحتى تتمكني من التفريق بينها ركزي على بداية الصوت، وحاولي التركيز مع الأصوات قبل انخراط الرضيع في البكاء بشدة فلا يمكنك حينها تمييز أي صوت. وعلى الرغم من ادعاء البعض بصحة هذه النتائج التي توصلت إليها دونستان إلا أن آخرين يدعون أنها غير صحيحة. على كل حال، لن تخسري شيئًا بتجربتها.
عروستي!
سأخبرك الآن بأهم أسباب بكاء الرضع وبعض العلامات المصاحبة لكل نوع من أنواع هذا البكاء. وعليكِ في كل مرة يبكي فيها طفلك أن تلعبي لعبة “عروستي”، فتفكري في كل سبب وتختبريه: هل هو جائع؟ لا إنه انتهى من الرضاعة منذ وقت قليل، إذن ربما يريد أن يتجشأ، وهكذا. والآن إليكِ أشهر الأسباب لبكاء الرضع:
- الجوع: هو أكثر الأسباب شيوعًا لبكاء الرضع، فالطفل في الأيام الأولى لا يستطيع تناول كمية كبيرة من الحليب دفعة واحدة، لذا ستحتاجين إلى إرضاعه عدة مرات على فترات متقاربة. يمكنك أن تعرفي أنه جائع إذا كان لم يرضع من ساعة ونصف إلى ثلاث ساعات في حالة الرضاعة الطبيعية، أو من ساعتين إلى أربع في حالة الرضاعة الصناعية. علاماته: غالبًا يكون البكاء مرتفعًا ومتصاعدًا ولا يهدأ حتى يرضع، يضع إصبعه في فمه، يتجه نحو يديك إذا وضعتيها بجوار فمه.
- الاحتياج إلى التجشؤ: إذا بكى طفلك بعد الرضاعة بكاءً شديدًا وكان يحرك ركبتيه نحو بطنه وبعيدًا عنها فربما يحتاج إلى التجشؤ لإخراج الهواء الذي يبتلعه أثناء الرضاعة.
- الشعور بالإثارة الزائدة: إذا ظل بالخارج وبين الزائرين فترة طويلة فقد يكون اكتفى بالمثيرات التي استقبلها من أضواء وأصوات وغيرها ولم يعد قادرًا على استقبال المزيد. علاماته: يتأرجح الطفل في هذه الحالة بين البكاء والضحك ثم يشتد بكاؤه الذي قد يتصاعد إلى صياح، يحول وجهه عنكِ أو عن أي مثير. لفيه في كوفرتة أو اصطحبيه إلى مكان هادئ.
- التعب والرغبة في النوم: قد لا يستطيع الطفل النوم من شدة التعب. من علامات البكاء بسبب النوم: احمرار العينين، انتفاخهما، فركهما، التثاؤب، إغلاق العينين أثناء البكاء، قد يبكي بعض الوقت ثم يتوقف ثم يبكي وهكذا حتى يصل إلى مرحلة من البكاء المتواصل.
- المرض: انتبهي إلى التغيرات التي تطرأ على طفلك (سلوكه وعاداته، عدد مرات تغيير الحفاض، ارتفاع الحرارة..الخ). إذا كان مريضاً، فسيبكي بنبرة تختلف عن بكائه المعتاد، قد يبدو منزعجاً جدًا وتصعب تهدئته.
- الرغبة في تغيير الحفاض حيث أن البلل أو الاتساخ قد يزعجه ويؤذي بشرته الحساسة. ومع الوقت ستعرفين الأوقات التي يقضي فيها طفلك حاجته (بعد الرضاعة مثلًا أو عند الاستيقاظ من النوم…الخ) ومن ثم يحتاج إلى تغيير الحفاض. تأكدي أيضًا أن الحفاض ليس ضيقًا جدًا عليه.
- الشعور بالحر أو البرد: تحسسي بطن طفلك لتعرفي إن كان يشعر بالبرد، فأطرافه من الطبيعي أن يكون ملمسها باردًا بعض الشئ. ويحتاج الطفل أن يرتدي طبقة زيادة على ما ترتدين، فلا تبالغي في تدفئته حتى لا يحتر.
- الاحتياج إلى حضنك: لا تخشي من حمل طفلك، فلن يفسده ذلك في الشهور الأولى التي يحتاج فيها أن يكون قريبًا منك ليسمع دقات قلبك ويشعر بنفس ما كان يشعر به داخل بطنك من الدفء والأمان.
- الملل: يتحول بسهولة إلى ضحك، جربي إلهاءه بلعبة أو ببعض الأصوات وتعبيرات الوجه المضحكة، أو غيري المكان، أو ضعيه في عربته وتمشِّ به قليلًا في المنزل.
- المغص والغازات: يكون ثلاث ساعات في اليوم ثلاثة أيام في الأسبوع، غالبًا في أوقات معينة وخاصة في بداية المساء وبالليل. نيميه على بطنه (في وجودك طبعًا)، أو على ظهره وحركي ركبتيه إلى الأمام والخلف أو كالعجلة، أو أعطيه الدواء بعد استشارة الطبيب. وغالبًا ما تنتهي مشكلة المغص بانتهاء الشهر الرابع من عمر الطفل.
- أشياء صغيرة: مثل تيكيت الملابس، شعرة ملفوفة على إصبعه، الرغبة في تغيير وضعه، أو نملة بداخل ملابسه…الخ
- التسنين: تبدأ السنة الأولى في الشق لنفسها ما بين الشهرين الرابع والسابع، ويعاني بعض الأطفال أكثر من غيرهم.
وختامًا، اطمئني فمع الوقت ستتحسن قدرتك على فهم طفلك، وسيطور هو وسائل أخرى للتعبير غير البكاء. ابقي هادئة وتذكري أن البكاء هو وسيلة طفلك في التعبير وليس غرضه منه مضايقة أحد. ولا يقل أهمية عن كل النصائح السابقة حدسك وغريزة الأمومة لديكِ، لا تستهيني بها واتبعيها وستخبرك بالكثير.
المصادر:
Cracking the code: The secret language of babies ، Newborn Cries – The Five Cries You Need to Know، How to Understand the Cry of Babies، 7 أسباب لبكاء الطفل وكيفية تهدئته، 12 reasons babies cry and how to soothe them، Decoding Baby’s Cries،
هدي الرافعي
Photo credit: Bigstock
مواضيع أخري اخترناها لك:
الطريقة السهلة لتهدئة الطفل الرضيع




اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.