ما لن يخبرك به الرجل
ظلت تقص حكايتها وتبكي وتقول :”لقد تنازلت عن كل شئ في حياتي ، فقدت أصحابي وعملي وضعفت صلتي بأقربائي وأهملت هواياتي وضاعت أهدافي ونسيت شياكتي وأناقتي ورقي ذوقي في أزيائي وأنفقت الكثير من المال …لأجله ” … حينما تتزوج الكثير من النساء تجعل حياتها جميعا رهن إشارة زوجها وتبدأ شيئا فشيئا في فقدان محبوبات نفسها ومع الوقت بإستمرار التضحية والتنازل تفقد بريق شخصيتها التي أعجب الرجل في البداية بزوجته من أجلها.
كل شئ تحبه تنساه وتهمله وتتجاهله ، لإنها أصبحت دائما مشغولة به … ليس فقط أثناء وجوده بل حتى في غيابه يظل محور تفكيرها يدور في فلكه ، لا تفكر في نفسها …كل ماتقوم بعمله فقط لتنال الرضا منه وكلمة حلوة من لسانه وهدية من ماله ونزهة برفقته وجلسة سمر بصحبته . في بداية الأمر يستلذ زوجها بتفرغها الكامل له ، ولكن سرعان مايتسلله الملل منها والنفور من رفقتها و يبدأ يفتقد إنجذابه وإعجابه بها . لقد أصبحت عبئا ثقيلا على قلبه ، لا تثق بنفسها إلا من ثنائه ولا تقدر عل إسعاد نفسها إلا من خلاله ، أصبحت فارغة داخليا . وحينها يبدأ الرجل يصرخ تجاهها بأفعاله ..لايحترمها ولايقدر مجهودها ، يود الإبتعاد عنها،والحياة بدونها ، يتمنى لو تذهب بعيدا ولاتعود ، فقد أصبح العيش معها رغما عنه ، فهو يحمل دائما هم لقاؤها لإنه المسئول عن إتخاذ كل قرارتها …
لقد أصبح متزوجا بإبنته! وليس إنسانة كاملة تكافئه يتمتعان معا بعلاقتهما كزوجان .
إن الرجل عزيزتي يريد إمرأة مميزة وخاصة ..لها حياتها وقيمها وقوانينها وإعتدادها بنفسها وكرامتها وإحترامها لإنسانيتها وحقوقها إنها إمرأة لها قوتها, لها عائلتها وأقاربها وصداقاتها وصلتها برحمها وأعمالها التطوعية… إنسانة قائمة بذاتها مستقلة بكينونتها ومفتخرة بإنجازاتها ، واقفة على أرضية صلبة تدعمها وتأوي إليها . إن هذه الملكة ليست بحاجة إليه ،إنها تستطيع إتخاذ قرارتها وتخطيط مستقبلها ورسم طريق حياتها بدونه ، سعيدة بما تحقق كل يوم و مؤمنة بربها وتظن به الخير أن يوفقها . تلك الماسة إذا دخل في حياتها رجل فإنه يكون شيئا مهما في حياتها بالإضافة إلى أشياء أخرى مهمة. فيظل الرجل طوال حياته معاها يتصارع على أن يحظى بأن يكون له الأولوية في قائمة أعمالها ، وليصبح محط إهتمامها و يأخذ بتفكيرها . ولكنها إنما تعطيه فقط بعضها.
ثم تذهب لتنهمك في حياتها ،ويستمر هو في شغفه وتعلقه بها . لا تعطيه إلا جزءا من وقتها ، فقط ليستمتعا سويا . يشعر معها باللذة ويستطيب الحياة معها.
إذا فعل مايسرها تقدره وتشكره وتمتدح حسن ذوقه وصنيعه . فيذوب في حبها ويهيم غراما بطيب أصلها ورقي أخلاقها . إن التقدير هو مايطمح إليه الرجل منكي ياحواء يافتاة الأحلام .
إنه خلق ليتعب ويكد لأجل أن يرى إبتسامة منك تمسح عنه ما لاقى من أذى . فىا تبخلي عليه بكلمات تدخل السرور على قلبه تفرج همه وحزنه وتسعد روحه وتجلي الهم عن قلبه .
ومن كمال التقدير والإحترام وحسن العشرة : “ألا تنتقديه “.
نعم لا تدمري حياتك بنقدك لزوجك ، كلنا يكره أن يواجه نفسه بأخطاؤه وعيوبه ، “بتبقى صعبة على النفس“ … مابالك لو واجهه بها أحب شخص إليه وهو شريك حياته ؟! لا تحطمي شريك حياتك بنزع الستار عن عيوبه وتخبريه بها كأنها رأي عين, إنتي هكذا تدمرينه وتقضين على أجمل مافيه وهو إعتزازه برجولته…وإنتي أكتر واحدة في الدنيا يود رؤية نفسه في عينها إنه كامل وإنه “مالي عينها“ …. لاتؤذيه إنما هو حبيبك وزوجك ورجلك وأبو أبنائك وسندك في حياتك وظهرك وحاميك وحارسك …
ستقولين لي لو زعلني أعمل إيه ؟! إبعدي عنه قليلا …أيوة إبعدي عنه هذا أفضل رد ولكن دون تجريح وإهانات وكلام لا ينسى … حين تبتعدين يشعر بكرامتك و قيمتك في حياته ، ولكن من غير أن تكوني حطمتي صورته أمام نفسه ، أو أخبرتيه أنه صغير حقير، كله عيوب ولا يملأ عينيك .
“ربناهب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين وإجعلنا للمتقين إماما “
بقلم د/آمنة المرصفي للإستشارات في العلاقات الزوجية .
مواضيع لأخري أخترناها لك:
Photo credit: Bigstock

















