اسمى يمنى .. محجبةPosted by on

منع الحجاب

هذا المقال ليس مقال وعظ دينى بأى حال من الأحوال بل هو محاولة لتسليط الضوء على طاقة سلبية سيطرت على كيانى لوقت ..

اسمى يمنى .. مُحجبة ، اترنح ما بين البلوزة الطويلة مرة و السكيرت الواسعة مرة و البنطلون مرات عديدة لكن الثابت هو الشئ المُثبت على راسى من فوق ، حجابى ، الذى لم يرضخ لسبانيش او غيره ، حجاب بسيط جداً بس ثابت جداً و الحمد لله .

اتحجبت فى سن صغيرة نوعاً ما لكنه كان اختيارى اللى لم أُحيد عنه و لله الحمد لكن كتير كان يتملكنى إحساس انه مصدر كبت لى و لحريتى او خلينا نقول كبت للبنت الحلوة  اللى جوايا و نفسها تمشى على أحدث خطوط الموضة و تبقى أيكونة جمال و الصراحة الإحساس ده دايما كان يتملكنى فى الصيف و فى سن أصغر شوية ، أما الشتا فكان بيعدى بسلام ، بس كلها أفكار لم أجرؤ على محاولة أخدها للتنفيذ علشان حجابى طول عمره اختيارى فالبنت الحلوة  اللى جوايا بعرف اسكتها كويس الحمد لله .

بس يستوقفنى حوار داخلى مع نفسى لما قررنا نقضى اجازة العيد فى الساحل مثل قطاع كبير من سكان القاهرة المحروسة و ضواحيها ، المهم قررنا نقعد فى كافية جديد مع بعض الاصدقاء كده نشرب حاجة ظريفة و قفشتنى بفكّر ” هو أنا ممكن أتمنع بسبب حجابى ؟” طيب لو منعونى هعمل ايه ؟ اعلّى صوتى مثلا و لا انسحب فى سلام و اسيبهلهم مخضرة زى ما بيقولوا ” الحوار و الأسئلة ده فضلت جوايا لحد ما داخلنا و قعدنا و محدش اعترض على وجودى ، و هنا ارتحت و اتنفست و وانتهى الحوار السلبى اللى بينى و بين نفسى”

ممكن تسألنى ليه دار بينك و بين نفسك حوار أو سيناريو ممكن يكون مش واقعى أرد عليك و اقولك أصله طلع سيناريو واقعى اتعرضت له صديقة لما قررت تدخل مطعم و اتمنعت علشان الحجاب ، الشكوى اتكررت على مستوى كبير فى مطاعم و كافيهات و كمان على البحر او البسين و وعقلى البشرى مش قادر يفهم و يستوعب يعنى ايه ممكن أتمنع بسبب حجابى اللى هو اختيارى ؟ اخترت أكون محجبة زى ما غيرى أختارت متكونش محجبة و هو لا يعبر عن شئ سوى نفسى؟ ازاى أُحاسب او أتمنع علشان هويتى ؟ اسئلة كتير اصلا عيب تتسأل فى مجتمع المفروض انه متدين بطبعه – مسلم  و مسيحى -؟ افهم ان يكون فى حدود فى اللبس أو “دريس كود” لأى مكان فى الدنيا و غالباً المفروض يكون خطوطه العريضة الحشمة اللى غالباً معايرها مفهومة فى مجتمعنا لكن مكان بيقدم خدمة عامة لكل طوائف الشعب يقرر انه يختار مين يخدمه و مين لا ، ده شئ مش طبيعى و مش مقبول، يمكن ديه مشكلة قديمة و مكنتش واخدة بالى منها و يمكن شئ مستحدث علينا ، فى جميع الأحوال لينا وقفة علشان الموضوع خرج بره اطار الدين و بدأ يكون فى تعدى على حريتى و حرية غيرى ممن اختاروا الحجاب ..

مش قادرة اوصل لحل ملموس يحل الوضع اللى وصلنا ليه بس بعودتى للقاهرة لقيت كمية صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى اللى بتدين تلك التصرفات المشينة اللى كتير رافضها, طيب جاب نتيجة الله أعلم , بس بحاول استكشف ليه وصلنا لكده , ليه البعض شايف الحجاب مش وجاهه اجتماعية أو أن النقاب أكيد اللى لبسه واحد راجل او ست تخوف, أو ان اللى مش محجبة بعيدة كل البعض عن العفة و التدين  , و ارجع مستغربش علشان فى أوقات  مش بعيدة بدأنا نحكم فيها على نوايا بعض , و نحبس كل شخص فى اطار مبنى بس على نظرتنا الضيقة فأصبح الحكم على المظهر الخارجى أبسط شئ ممكن نمارسه على بعض .

الموضوع فى مجمله مش حجاب بس ، هو العنصرية اللى بعضنا بيمرسها بقصد او من غير قصد فى كل مجال فى حياتنا مع كل فئة بنقابلها .. نستقيم بقى و نلحق ما تبقى من لا عنصرية موجودة جوانا حفاظا على أدمية مجتمع ..

تنوية بسيط: المقال مش للجدال عن الحجاب و فرضيته علشان كل واحدة لابسة الحجاب غالباً مقتنعة انه فرض ! المقال لمناقشة فكرة سلبية دخلت مجتمعنا و بس يمكن نلاقيلها حل قبل ما تكبر ..

فتوكوا بعافية..

 

يمني جاد

 

photo credit: Bigstock

مواضيع أخري اخترناها لك:

للحجاب مقاصد كثيرة

 

الصالون

اترك تعليقاً