كتبت إيمان القدوسي:
البنت ممتازة جمال ومال وخلق ودين وتعليم فعلا هي عروسة خمس نجوم ، لم يأتي ذلك من فراغ فقد تلقت كورسات عديدة وألزمت نفسها بالكثير من الحفظ والإرتقاء لقد صارت نجمة في كل دورة وكل فصل وكل مجموعة نسائية والجميع يثني عليها وكل أم تتمني أمنيتين أن تكون ابنتها مثلها وأن يرزق الله ابنها عروسا كاملة المعاني مثلها، وكأن أبواب السماء كانت مفتوحة وصارت الفتاة زوجة للابن فعلا , لكن المفاجأة أن الزوج لم يكن سعيدا ولا العروس أيضا , كانت تشعر باكتمالها ونقصه بتميزها وعاديته بمزاياها وعيوبه أما هو فكان يتعجب من أين يأتي الخلل…
جمالها غير مشع وخلقها الرفيع مغلف دائما بطبقة عازلة من العجرفة والإعتداد بالنفس ، هو لا يستطيع أن يمسك عليها غلطة كما أنه لا يستطيع أن يتواصل معها بشكل مريح وممتع كما يجب أن يكون دائما هناك إحساس بالتكلف.
هي نجمة فعلا لكن من قال أنه يحتاج نجمة ربما يحتاج روحا بسيطة تحتضن روحه وتشاركه أحواله التي ليست كلها مثالية متألقة . كان الخلل في التواصل فقد انشعلت فتاتنا الطيبة باكتساب المزايا واستكمال الفضائل ونسيت في زحمة مشاغلها أن عليها تفعيلها عبر الروابط مع الناس وتطبيق المعاني العالية في دنيا البشر.
إن كل ميزة يتحلي بها الإنسان لها مستويين الأول اكتسابها فيجتهد ليكون متفوقا متدينا متميزا والثاني وهو الأهم أن يقوم بتفعيلها في روابط بينه وبين الناس ، التفوق يطهره في عمله والتدين في علاقاته والتميز في فهمه واحترامه وتواضعه ، البعض يجتهد فقط في المستوي الأول ويتعجب لماذا تفر السعادة منه رغم مزاياه ، تفر منه لأنه يعبأ العطر في زجاجة ويغلقها جيدا وقد خلق العطر لينتشر…
عزيزتي الفتاة المجتهدة انتبهي قليلا فقد أديت ما عليك في الجانب الصعب وهو اكتساب الفضائل والآن يلزمك شيئا من التواضع والتقاط الأنفاس فما تتحلين به من فضائل يظل حكرا عليك لا يتجاوزك ، حتي تقررين أنت أن تمنحيه لمن حولك وهذا هو الجانب الأصعب بل هذا هو الاختبار الحقيقي والتطبيق العملي الذي يدل علي الاستيعاب للفضائل وليس مجرد استظهارها وترديدها ، إذ لابد من هضمها لتفيد وتستفيد ، ربما الفضائل تضئ الداخل لكن الإشعاع وحده يضئ العالم من حولنا .
إن الزواج علاقة حميمة جدا فيها تشابك وانفتاح روحين بالكامل أمام بعضهما ولذلك لا يصلح فيه التزين والافتعال والتحلي من الخارج والزوج هو مثلنا جميعا بشر وإنسان بسيط يتوق في بيته لخلع كافة الأقنعة الخارجية ويتمني من زوجته أن تحتوي روحه الحقيقية بكل نقصها وعيوبها وجروحها ، ينتظر منها يدا رحيمة حانية وآخر ما يحتاجه منها هو استعراض فضائلها ونظرتها المتعالية التي تنغرس في عيوبه ، لو كنت روحا حانية فلن تكوني نجمة تضئ نفسها ويشع منها شعاع ضعيف ولكنك ستصبحين لزوجك شمس حياته المشرقة بغض النظر عن مستويات مالك وجمالك وحفظك .
الجمال أيا كان مقداره يكفي إذا صاحبه أنوثة مشعة وجاذبية روح مرحة متقبلة مشجعة داعمة للزوج ، والخلق الحسن يكنمل بالتواضع ورفع الكلفة والتماس المعاذير، والعلم يظهر في القدرة علي التفهم والتسامح ، كان الصحابة رضوان الله عليهم يحفظون القرأن عشر أيات ثم عشرا ولا يتجاوزونها قبل تمام فهمها والعمل بها ، كل المزايا المنشودة من مال وجمال وخلق وعلم جعلت لحياة أفضل ولتفيض بالخير علي الناس من حولنا وليس المهم كم نجمة تحوزين ولكن الأهم كيف تطبقينها وتنشرين عطرها.
Photo credit: Bigstock




اترك تعليقاً
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.