كتبت رضوي الحماقي:
طبعآ أنا مش باحاول إني أقلل من قيمة الرياضة وقد إيه هي مهمة لأطفالنا و شبابنا. أنا بس باحاول ألقي نقطة ضوء علي ازاي مفهوم الرياضة اختلف من زمان عن دلوقتي….
من كام يوم كده خرجت مع أصحابي اللي كان بقالي كتير ماشفتهومش وده في حد ذاته حدث يستحق الإحتفال . طبعا لا يخفي عليكم إن الخروجات بيتخللها شكاوي كتير وساعات استعراض عن مين أكتر واحدة مطحونة ومين أكتر واحدة عيالها مطلعين عينها.
المهم واحنا قاعدين نتكلم الكلام جه علي التماريين بتاعت الأولاد. كله بقي كان عمال يتكلم و يحكي علي التماريين ومواعيدها والجري اللي بيجروه كل يوم في سباق التماريين. روحت أنا قايلة، و يارتني ما قلت، “ايه يا جماعه الأڤوره ديه؟ الموضوع مش مستاهل” كله بقه بصلي نظرة اندهاش وراحت واحدة منهم سألتني: “هو انتي ابنك بيلعب ايه؟” …
كله بقه ساكت مستني ردي، طبعا أنا رديت بكل فخر قولتلهم بيلعب كاراتيه. لقيت بقي نظرة قرف كأني قلتلهم إنه بيلعب كرة شراب في الحارة!!! وبعدين راحت واحدة قايلالي : “هو أنتي مش شاية إن الكاراتيه ده بقي لعبه قديمة وبيئة !!!” …
بيئة!! هو إيه ده اللي بيئة؟! مالحقتش أرد لقتها بتنصحني وبتقولي: “أنتي لازم تلعبيه لعبه ستايل كده زي سكواش أو water polo، أو حتي لاعبيه كرة في النوادي الجديده ديه اللي تابعه لنوادي برة مصر…”
طبعا أنا كل ده ماكنتش عارفة أرد لأني كنت في حالة صدمة من الفكرة إن حتي الرياضة دلوقتي بقت بتتصنف في ألعاب بيئة و ألعاب ستايل.
قالولي اه طبعا، يعني مثلا أي بنت دلوقتي لازم تكون بتلعب يا جمباز يا باليه. وأنا عماله أقول في سري جمباز وباليه إيه نكنش عايشين في الإتحاد السوفيتي وأنا مش واخده بالي؟؟ أنا شخصيا بيصعب عليا البنات اللي بيلعبوا جمباز لإن تماريين الجمباز ديه بيقشعر ليها الأبدان، يا عيني البنات بتتعذب ولا معتقل جوانتانموا!!
يعني حتي الأطفال يعيني بقي مش من حقهم يلعبوا الرياضة اللي هما فعلا بيحبوها وبقوا يتجبروا علي الرياضه الستايل. طبعا الكلام ده كله كان بيدور في دماغي و مجرأتش أقوله بصوت عالي لحسن أتصنف أنا شخصيا أني بيئة.
المهم راحت نفس البنت سألاني تاني و بتلعبيه ايه تاني غير الكاراتيه؟ قولتلها هو كاراتيه بس، لقيت نفس نظرة الإندهاش والإمتعاض. قالتلي “ازاي؟ انتي لازم تلعبيه علي الأقل لعبتين”. رحت رده عليها “لعبتين إيه بس وأنتوا عمالين تشتكوا إن انتوا مش ملاحقين علي التماريين ؟؟”. تقوم واحدة تانية راده عليا تقولي “مش أحسن ماتقعدي بوزك في بوزهم طول اليوم”… أنا: “بوزهم!!” ….
المرة دي أنا اللي كان في حالة دهشة، يعني انتوا حاطيين الولاد تحت ضغط نفسي وجسدي وعصبي عشان بس ماتقعدوش معاهم في البيت!!
صاحبة تانيه تقولي: “كله يهون … انتي متتخيليش فرحة الأولاد لما بيكسبوا… ده أنا لما بحط الصورة علي الفيس بوك بتجيب مش أقل من ٢٠٠ لايك”
يعني انتوا بتعملوا كل ده عشان تتفشخروا بانجازات ولادكم!!
لقيت واحده بتقولي :” تعالي أفرجك علي بطولة بنتي في المسابقة الأخيرة” … امري لله، قاعدت اتفرج لقيت صاحبتي جاية هي و العيلة والصحاب والجيران وبيشجعوا البنت كأنها بتلعب في الألومبيات. المهم البنت كسبت و خدت ميدالية فضة، و الفيديو بقي كله بيعرض ازاي مامتها واخداها بالحضن وهاتك يا بوس وأحضان ولا كأنه يوم فرحها. مش ديه المشكلة، المشكله إن صاحبتي دي عمري ماشوفتاها بتحضن ولا بتبوس بنتها في العادي.
قعدت أفكر اد إيه ده ممكن يسيب إثر سلبي عند الأطفال وازاي ممكن يربطوا حب أهاليهم بإنجازتهم الرياضية. المهم قلت لصاحبتي ألف مبروك لبنتك, قالتلي :“ده أنا سبت الشغل مخصوص عشان أعرف أواديها التمارين” …
طبعا كل ده كوم و التأثير بتاع المنظومة دي علي الأمهات العاملات. يعني أنا كأم عاملة، ازاي ممكن أنافس في المنظومة دي؟ ازاي ممكن أجيب الوقت ولا المجهود أني أوادي تماريين كل يوم؟ أزاي ممكن أولادي ينافسوا في المنظومة المعقدة دي؟؟ ومعقولة حبة الوقت اللي بقعدهم مع ولادي يكون الوقت اللي في العربية وأنا باواديهم أو أجيبهم من التماريين؟؟
والسؤال الأهم بقي اللي بيطرح نفسه، هو فعلا الرياضه تستاهل إن الأطفال مايعيشوش طفولتهم عشان أحنا شاغليين وقتهم كله في تماريين و مذاكرة وبس؟؟ هو مش المفروض إن دول أطفال ومن حقهم إنهم يبقي عندهم وقت يلعبوا أو وقت يمارسوا هواية غير الرياضة أو وقت حتي مايعملوش فيه حاج’؟ طب وهل الرياضة تستاهل اننا نربي في أولادنا روح المنافسة الشرسة دي من وهما صغيريين ؟؟
اسئلة كتيرة ماعتقدش إن هلاقي ليها رد…
يلا اسيبكم بقي بقي عشان أروح اوصل أولادي للتماريين ؛-)
مواضيع أخري اخترناها لك:



