…..“لا أريد ان أكون “سترونج ولا اندبندنت
ولكن ليس لدى حلا أخر…. Strong Independent Woman
لاحظت في الفترة الأخيرة وجود هجوم كبير على السيدات الائى يطلقون على أنفسهن لقب سترونج إندبندنت أي المرأة القوية المستقلة، وأيضا لاحظت الجهل الشديد بمعرفة من هي هذه المرأة وهل كونها كذلك شيء صحيح أو خاطئ. وهل هو مخيف للرجل او شيء يفتخر به.
من هي السترونج اندبيندنت ومان من وجهة نظري؟
هي امرأة عاملة مستقلة بذاتها تماما، تعتمد على نفسها في كل شيء. فهي تتحمل كل مصروفاتها الشخصية ومن الممكن أيضا ان تتحمل مصروفات الأشخاص تحت رعايتها مثل أولادها او أهلها إذا وجدوا، فتجدها تمتلك أو تستأجر بيتها وتمتلك سيارتها وتنفق من مالها الخاص على كل متطلبات الحياة، هذا من الناحية المادية. اما من الناحية المعنوية فهي سيدة متحملة مسؤولية نفسها وأولادها.هي من تعمل وتذهب للتسوق وتجامل الأقارب وتزور الأهل. هي أيضا من تقوم بإصلاح المنزل إذا تلف أي شيء فية، فجميع عمال المنطقة يعرفونها بالاسم!! وتقوم بصيانة سيارتها بنفسها وتذهب للطبيب إذا مرضت وحدها. وإذا كان لديها أبناء فتجدها هي من تستذكر لهم الدروس ومن ترافقهم الى التمرينات الرياضية وتذهب إلى اجتماع أولياء الأمور وتحل مشاكلهم الخاصة وتسهر معهم إذا مرض أحدهم وهي ايضا السند لأهلها.
لماذا تكون الست سترونج انديبندنت؟
لأنها أدركت أن لابد أن تتحمل جميع الأعباء والمسئوليات فليس لديها خيارا آخر، فلا يوجد من يساعدها من الأهل أو الزوج إذا كانت متزوجة، باختصار “هذا أو الطوفان”.
أنواع السيدات الإسترونج و إنديبندنت
1- المتزوجة: هل تكون هذه المرأة القوية المستقلة متزوجة أو في حياتها رجل؟ وهنا المفاجأة نعم من الممكن أن تكون متزوجة للأسف. نعم متزوجة وزوجها تحلل من المسؤولية تجاهها وتجاه الأسرة فقررت أن تأخذ مكانة لإنقاذ نفسها واسرتها.
وهنا أحب أن أتوقف قليلا لأقول أن لا يوجد عذرا أو تبريرا واحدا يعطى الزوج حق أن يتخلى عن جميع مسؤولياته إلى هذا الحد فليس انشغاله بالعمل أو سفرة للعمل بدولة أخرى يكون عذرا أبدا. فإذا أنت منشغل في عملك من حق زوجتك عليك أن تساعدها وتقف بجانبها وتخفف عنها أعباء الحياة، من المؤكد أنك تستطيع إيجاد وقت وطريقة لذلك حتى إذا كنت تعمل في بلد أخرى وذالك عن طريق التليفون وإنجاز بعض الأعمال أو تكليف أحد الأقارب الذين تثق بهم للقيام بهذة الأعمال مثل أبيك أو أخيك مثلا.
2- المطلقة: هذه السيدة اختارت بنفسها أن تكون سترونج وانديبندنت ولا تتكيف مع وضع خاطئ أو زيجة فاشلة لا ترضيها، زيجة مليئة بالتعاسة لأسباب كثيرة.
3- الأرملة: وهذه السيدة شاء القدر أن تفقد زوجها وسندها في الحياة فاختارت أن تقوم بواجبات الأم والأب فتعول وحدها أسرتها ماديا ومعنويا.
4- العزباء: فهي لم تتزوج بعد وليس لديها دعم من أسرتها لأسباب عديدة منها عدم قدرة الأسرة ماديا أو موت أو غياب الأب والأخ أو تخلى الأب والأخ إذا وجدوا عن الأسرة فتقرر أن تحل محلهم.
ويوجد نوع أخر، فقد تكون عزباء ولكن ترفض مساعدة أهلها لها وتفضل أن تعتمد على نفسها في كل شيء تحسبا للمستقبل.
نظرة الرجل لها:
هناك ثلاث أنواع من الرجال
– النوع الأول والاغلب في المجتمع هو الرجل الضعيف الذي يهاب هذه المرأة فهي بالنسبة له امرأة “مسترجلة” وإذا ارتبط بها سوف تعطى رأيها في كل شيء وتقود المركب معه فهو رجل متسلط يحب أن يسيطر على امرأته بشكل كامل فبالتالى يبتعد عن هذا النوع من النساء أو يحاول نقدة وهدمة بكل ما فية من قوة.
– النوع الثاني وهو النوع المستغل الذي يتقرب إليها أو يتزوجها لأنها سوف تنفق معه أو علية وسوف يتخلى عن واجبته الاسرية وهو يعلم أنها تستطيع أن تتحمل مسؤوليته ومسؤولية الأسرة بجدارة. فارتباطه بها سوف يكون مريحا له فإذا لم ينفق هو سوف تنفق هي وإذا لم يتحمل مسئوليات البيت والأولاد سوف تتحملها هي بدرجة امتياز.
– واخر نوع هو النوع القليل المنقرض من الرجال فهو الرجل الذي يفخر بها ويساعدها على تحقيق ذاتها ويبدأ بتخفيف أعباء الحياة عنها ومشاركتها في كل شيء. هو الرجل الذي يشعر بالسعادة ويشكر الله على أنه أعطاه سيدة ناجحة ومسؤولة فيطمئن إليها فإذا غاب فترة وجيزة سوف تحل محلة بجدارة. وهو الرجل الذي يعينها ويدفعها إلى الأمام ويفخر أمام أهلة وأصدقائه أن هذه السيدة القوية هي زوجته. فبإختصار هو لا يستغلها لكونها قادرة على تحمل العبء المادي والمعنوي له وللأسرة (النوع الثاني) وفي نفس الوقت لا يهدمها (النوع الأول) وأخيرا يدفعها الى الأمام.
حقيقة هذه السيدة:
في النهاية أحب ان أوضح حقيقة هذه المرأة، هي بالتأكيد امرأة منهكة جسديا ونفسيا، إذا كانت متزوجة من شخص يستغلها ولا يتعاون معها فبالتاكيد أن هذه الزيجة لن تستمر طويلا فهي تستطيع ان تعيش من دونة وهو الذي جعلها تعتاد على ذلك. وإذا كانت غير متزوجة فسوف تجدها تعاني دائما وتحلم بمن يساعدها ويخفف العبء عنها، هي أيضا فخورة بما تحققه ولكن لا تتمنى أن تستمر بها الأيام هكذا، فنحن لم يخلقنا الله بهذه القدرة على تحمل مسؤوليات وأعباء الحياة بمفردنا و لم يخلق الله النساء ليكونوا بهذه القوة والصلابة. فالسيدة بطبعها رقيقة تحتاج لرجل بجانبها. وهى امرأة لا تريد هذه الحياة الشاقة ولكن لا يوجد لديها حلول بديلة وهي تتمنى أن تجد من يقف إلى جوارها ويخفف عنها يوما ما علما بأنها لا تبحث عنة فهي واثقة إنه هو من سوف يجدها ويفعل كل ما في وسعه ليكون معها وإن لم يحدث هذا سوف تُفضل بالتأكيد الحياة كسترونج انديبندنت ومان.
ريهام شريف
بكالوريوس إعلام وعلم نفس
الجامعة الامريكية بالقاهرة



