Tags Posts tagged with "الثقة بالنفس"

الثقة بالنفس

0 1227
تربية طفل معتمد علي نفسه الاعتماد علي النفس عند الطفل
لاعتماد علي النفس عند الطفل photo credit:Bigstock
shareEmail this to someonePin on PinterestShare on Google+Tweet about this on TwitterShare on Facebook

كنت أجلس في إجتماع نسائي يحتوي على بعض الصديقات والأخريات اللواتي لا أعرفهن ، وبينما نحن كذلك ، أتت طفلة  تركض بإتجاه والدتها قائلة : ماما أمسحي لي أنفي . قامت النساء الأخريات بالضحك وأخذن الموضوع بشكل هزلي ، ولكن ماهي إلا دقائق حتى أتت فتاة أخرى تنادي على والدتها قائلة : ماما ، ألبسيني الحذاء . وأتت الثالثة أيضا تحمل في يدها منديلا وتضعه بيد والدتها قائلة : ماما دعي هذا معك لترميه الأم في القمامة .

 

وفي يوم آخر ، بينما كنت في مكان يلعب به الأبناء ، إذ أجد طفلة تركض إلى أبيها باكية  قائلة : بابا أخي لا يريدني أن ألعب معه بالكرة . فصرخ الوالد على إبنه قائلا : إجعل أختك تلعب. تذهب الطفلة للعب معه وتعود مجددا لأبيها باكية وتكرر الشكوى ويستمر نفس الرد .

يبدو أنها ظاهرة ، ظاهرة الأمهات والآباء الذين يكلفون أنفسهم بمهام ليس عليهم أن يقوموا بها . فيتحولون من مربيين الواجب عليهم تعليم أبنائهم التعامل مع الأمور والتصرف في المواقف والإعتماد على النفس في شئون النفس وحل المشكلات بأنفسهم إلى مربيين يقومون بكل ذلك لأبنائهم .

إن هذا الذي يقوم به الوالدان قد يكون نابعا منهم بسبب :

  1. أنه يرى أن عليه أن يقوم بكل تلك الأمور نيابة عن طفله وهو في هذة المرحلة ، فيكفي ما سيعانيه من مسئوليات حينما يكبر .
  2. ليس لديهم الصبر الكافي لتعليم أبنائهم تحمل مسئولية أنفسهم وإدارة ذواتهم . فيقلوا : بدلا من أن نتعب أعصابنا ونقنع ونضع القوانين ، نقوم نحن بهذة الامور أسهل وأسرع وأفضل.
  3. ليس لديهم علم تربوي وإدراك كبير لنتيجة هذة المعاملة على مستقبل أبنائهم.

 

دعيني قبل ان أوضح لك تأثير ما تقومين به من مواقف مشابهة لما ذكرت على طفلك، دعيني أطلب منك أن تتخيلي طفل يعامل بنفس الطريقة اللتي تعاملين بها ولدك ، اصبح بمفرده في الحياة بسبب رحيل والديه عن الدنيا ، هل تتخيلي أنه سيصبح قادرا على التعامل مع المواقف المختلفة ، هل تتخيلين أنه سيكون قادرا على حل مشاكله بنفسه؟ هل تتخيلين أنه سيكون قادرا على إدارة شئون حياته بمفرده . إن ما ضربت المثل به كان امثلة بسيطة ، لكن الأمور اللتي نقوم بها في حياة أبنائنا وتبعدهم عن تحمل المسئولية كثيرة ولا تعد!

اعتقد أن هذا التخيل كافي لأن يجعلك تدركين الأثر الذي ينتجه ذلك السلوك التربوي الخاطئ مع أبنائنا . وسأذكر لك هنا بعض من تلك الآثار :

 

  1. ينتج طفلا معتمدا على الآخرين في كل أموره ، منتظرا لأن يقوم بأموره الغير. وطبعا هذا أمر لن يتوفر في كل الأوقات ، فأنت لن تكوني معه أو والده في المدرسة مثلا . مما سيصيبه بضعف الثقة بالنفس عندما يجد نفسه غير قادرا على التصرف في الأموروالمواقف المختلفة  المختلفة .
  2. شخصية متردده خائفة من الإقدام ، لأنه لم يقدم من قبل بمفرده بل كان معتمدا على والديه دائما في الإقدام .
  3. تضيع عليه الكثير من الفرص لأن ليس لديه روح المبادرة منفردا بل هو معتاد على الدفع من قبل والديه فحسب .
  4. سيكبر وهو غير متحمل للمسئولية ولن يستطيع التصرف عندما يوضع أمام المسئولية الكبيرة للزوج والزوجة ومسئولية الأبناء .

 

هل تخيلت سوء الوضع؟

إذا عليك أن تعيدي حساباتك إن كنت تتعاملين مع طفلك بهذا الإسلوب ، فأبدأي من الأن بتعليمه كيف يتعامل مع المشكلة التي تواجهه مع أخيه بدلا من أن تقومي أنت بحلها ، وكيف يسترد ما أخذ منه في المدرسة بدلا من أن تسترديه أنت ، وكيف يرتدي ملابسه بدلا من أن تقومي أنت بإلباسها له وكيف يغسل يديه بدلا من تقومي انت بغسلها له ، علميه كيف يتخذ قراراته ويتحمل نتائجها ، بدلا من ان تأخذي أنت قراراته ولا يتحمل ولا يتعلم هو منها شيئا وهكذا في بقية الأمور لينشأ طفلك طفلا متحملا للمسئولية قادرا على إدراة ذاته ونفسه واثقا من نفسه .

 

د. آيات فارس أبوالفضل

مستشار أسري وتربوي معتمد

 

تابعو مبادرة بنبني هنا أو من خلال صفحة الفيس بوك

 

 

0 11567
الاحتياجات النفسية للطفل
الاحتياجات النفسية للطفل في مختلف المراحل العمرية
shareEmail this to someonePin on PinterestShare on Google+Tweet about this on TwitterShare on Facebook

هل تعلمين أن كثيرًا من اضطرابات الشخصية ومشاكل الشخص في حياته وعلاقاته وعمله تعود بشكل كبير إلى فترة مبكرة جدًا في حياته؟ نعم، فقد قال العلماء “نفسية الطفل تتكون عند سن خمس سنوات، ففي هذا السن نصنع شخصيته وبعد ذلك هو يحصد النتائج” وفي هذا المقال أوضح لكِ كيف يحدث ذلك من خلال عرض جانب من نظرية إريكسون لنتعرف من خلالها على الاحتياجات النفسية للطفل في مرحلة الطفولة المبكرة (التي تمتد من الميلاد حتى ست سنوات) وكيف يؤثر اشباع الاحتياجات النفسية للطفل أو عدمه على شخصية الإنسان في المستقبل.

 

مرحلة الرضيع (من الولادة إلى 18 شهرًا)

سمات الطفل في هذه المرحلة:

  • يتعرض الطفل في بداية هذه المرحلة إلى صدمة الميلاد حيث ينتقل من الرحم إلى الدنيا، من مكان هادئ مستقر كانت فيه كل احتياجاته مسددة بدون أن يطلب أو ينتظر إلى مكان ملئ بالصخب يشعر فيه بالجوع والعطش والبرد والحر والألم والقبول أو الرفض.
  • ويتسم الطفل في هذه المرحلة بالعجز التام: فهو يحتاج إلى من يطعمه ويسقيه وينظفه وينومه وينقله من مكان إلى آخر، كما أنه يعجز عن التعبير عن مشاعره واحتياجاته.

تحدي هذه المرحلة: الثقة الأساسية أم عدم الثقة الأساسي

الاحتياج الأساسي للطفل في هذه المرحلة هو: القبول غير المشروط، أي أن يُقبَل رغم ضعفه وعجزه عن فعل شئ لنفسه أو للآخرين في مقابل ما يقدمون له. ويتم تلبية هذا الاحتياج من خلال:

  • تسديد احتياجاته الجسدية (كالأكل والشرب والتغيير والنوم وخلافه) بشكل مستقر وثابت ويمكن توقعه.
  • الحنان الجسدي من خلال الاحتضان والتقبيل والتربيت والتدليك.
  • الأصوات الهادئة المطمئنة وتجنب الأصوات المزعجة.

إذا تم تسديد احتياجات الطفل الجسدية وحصل على الحنان شعر بالقبول غير المشروط، مما يدعم ثقته بنفسه، ويدفعه إلى الاستكشاف، ويساعده في إقامة علاقات إيجابية، كما يعطيه القدرة على تحمل غياب الأمان من البيئة الخارجية بعض الوقت ويجعله يثق أنها ستسدد احتياجاته، وهو ما يجعله أكثر قدرة على تحمل إحباطات الحياة ومتفائلًا بأن الأمور ستصير أفضل.

أما إذا لم يحصل على القبول غير المشروط فلن يشعر بالأمان تجاه نفسه أو تجاه الآخرين، ولن يتحمل إحباطات الحياة والعلاقات، ستصبح ثقته بنفسه ضعيفة، وستكون دوافعه لاستكشاف البيئة المحيطة واهنة، كما أنه لن يكون قادرًا على إقامة علاقة إيجابية مع الآخرين.

 

مرحلة الفطيم (من سنة ونصف إلى ثلاث سنوات)

سمات الطفل في هذه المرحلة:

  • تحدث لديه طفرة في النمو العضلي مما يساعده على الانتقال بنفسه من مكان إلى آخر حسب إرادته.
  • التحكم في التبول والتبرز.
  • النطق ببعض الكلمات للتعبير عن نفسه.
  • إطعام نفسه بنفسه.
  • كل هذا يجعله يشعر أنه كائن مستقل قادر على إدارة نفسه، ويبدأ في إدراك أنه كائن منفصل عن أمه.

تحدي المرحلة: الإدارة الذاتية أم الخزي والشك

  • على الأم مباركة انفصال طفلها عنها، وفي نفس الوقت تبقى متواجدة وقريبة لإشعاره بالأمان، فالطفل في هذه المرحلة يتردد بين الابتعاد عن أمه والعودة إليها ليشعر بالأمان.
  • على الوالدين تقبل تمرد الطفل وإدراك أن ذلك تعبير عن سعيه إلى الاستقلالية، ولكن في نفس الوقت لابد من وجود روتين وقواعد لتساعده على وضع حدود لرغبته الجامحة في الاستقلالية، وعلى إدراك أنه كيان منفصل عن الآخرين، وأن الآخرين مختلفون عنه، ومن ثمَّ على احترام حقوقه وحقوق الآخرين في نفس الوقت.
  • والتحدي هو أن يتم تطبيق هذه القواعد وتقويم الطفل بلا توبيخ شديد حتى لا يشعر بالخزي والشك في نفسه. فالطفل عندما يُوبَّخ على أشياء طبيعية بسبب قصور قدراته في إدارة نفسه وحركته (كالسقوط أو كسر شئ…الخ) يعتقد أن العيب فيه هو شخصيا، فهو مازال لا يستطيع أن يفرق بين نفسه وبين ما يفعل فيعتقد أنه هو نفسه خطأ وغير مقبول. وهذه بذور الشعور بالخزي الذي يتسبب فيما بعد في الكثير من الأمراض والاضطرابات النفسية والسلوكية.
  • على الوالدين أيضًا الحرص على التربية الوجدانية للطفل من خلال تعبيرهما عن مشاعرهما أمام الطفل بالطرق المناسبة وتعليمه كلمات بسيطة للتعبير عن مشاعره. يحكي د. أوسم وصفي في كتابه “مهارات الحياة” موقفًا حدث مع ابنه عندما كان صغيرًا، حيث قال له أنه يكرهه، فسأله د. أوسم بعض الأسئلة مثل: هل تحب اللعب معي؟ هل تخاف أن يصيبني مكروه؟ …الخ، وكانت إجابات الولد تدل على أنه يحبه، فصحح له د. أوسم كلمة “باكرهك” وأخبره أن إجاباته تدل على أنه يحبه ولكنه ربما يقصد أنه حزين أو غاضب منه.

إذا اجتاز الطفل هذه المرحلة بسلام: يشعر بكيانه المنفصل عن أمه وباحتياجه لها وللآخرين، ولا يجد في القواعد تهديدًا له فيطيعها بسهولة. كما أنه إذا حصل على تربية وجدانية سليمة: فإنه يتعلم كيف يتعامل مع مشاعره ويفهم مشاعر الآخرين، مما يساعده في تكوين كيانه المستقل عن الآخرين وفي الشعور بهم وإقامة علاقات معهم.

إذا لم تسدد احتياجاته بشكل كافٍ: يصبح خجولًا منكسرًا أو عنيدًا مسيطرًا، وفي هذه الحالة الثانية يواجه الوالدان تحديًا حيث أنهما إن كانا يتمتعان بالنضج الكافي فإنهما يصنعان قادة، أما إذا لم يكن لديهما نضج كافٍ فإنهما يقهران الطفل ويكسرانه أو يستسلمان له فيصنعان منه مدمنًا أو منحرفًا أو طاغية.

 

مرحلة الحضانة أو ما قبل المدرسة (من ثلاث إلى ست سنوات)

سمات الطفل في هذه المرحلة:

  • تتطور قدرته على فهم المشاعر والأفكار، وتتطور قدراته في اللغة والتخيل.
  • يستطيع عمل علاقات والحفاظ عليها.
  • يصبح أكثر قدرة على التحكم في حركاته، لكنه أحيانًا يكون عنيدًا ومندفعًا.
  • يصبح متشوقًا لتحمل المسئولية وعمل الأشياء بنفسه.
  • تكتمل قدرته على التحكم في التبول والتبرز (وجدير بالذكر أن التأنيب الشديد في هذا الأمر من الأسباب الرئيسية للشعور بالخزي والقذارة والسعي إلى الكمال).
  • يتكون لديه الضمير والشعور بالصواب والخطأ، وبالتالي الشعور بالذنب. وهناك نوعان من الشعور بالذنب: ذنب صحي يدفع صاحبه إلى عدم تكرار الخطأ ويتوقف عند الاعتذار وإصلاح الخطأ، وذنب مرضي يستمر رغم الاعتذار وإصلاح الخطأ ويشوه صورة الإنسان أمام نفسه ويعيقه عن المضي في حياته بشكل سليم وطبيعي.
  • نمو الهوية الجنسية للطفل من خلال التوحد بالوالد من نفس الجنس الذي قد يؤدي غيابه -نفسيًا أو جسديًا- إلى تشوه التوجه الجنسي للطفل فيميل إلى نفس جنسه (المثلية الجنسية) خاصة إذا كان الطفل شديد الحساسية بطبعه.

تحدي المرحلة: المبادرة والذنب

المبادرة تحتمل الصواب والخطأ، لذلك إن كان الطفل يخشى الخطأ بصورة مبالغ فيها ويشعر بالذنب عند أي خطأ فإنه يتجنب المبادرة والقيام بأي عمل جديد. لذا يحتاج الطفل في هذه المرحلة إلى تشجيع البالغين له ولمجهوداته ومساعدتهم له على صنع اختيارات واقعية ومناسبة، وتجنب التوبيخ الشديد أو إبداء رد فعل سلبي تجاه الأخطاء (وهذا يختلف بالطبع عن التقويم والتأديب بشكل سليم).

إذا تم تسديد احتياجات الطفل فإنه يصبح شخصًا مبادرًا، يتمتع بالاستقلالية في التخطيط والقيام بالأشياء.

أما إذا ثبط البالغون سعي الطفل إلى الاستقلالية واعتبروه سخيفًا يشعر الطفل بالذنب تجاه رغباته واحتياجاته، ويصبح شخصًا غير مبادر، ويظهر ذلك في العمل والعلاقات في صور عديدة مثل: ضعف الإبداع الذي تقتله مشاعر الخوف والذنب، عدم التعبير عن رأيه خوفًا من الرفض، وجود صعوبة في الدخول في مشروع جديد أو الإقدام على الزواج.

وأخيرًا فإن الاحتياجات النفسية للطفل في كل مرحلة تظل موجودًة لديه في كل مراحل حياته، ويمكن تشبيه الأمر ببرنامج الكمبيوتر الذي يتم تنزيله بشكل أساسي في مرحلة معينة ولكنه يحتاج إلى تحديث مستمر حتى يظل الجهاز (في هذه الحالة هو الإنسان) يعمل بشكل جيد.

 

هدي الرافعى

 

المصادر:

Erikson’s stages of psychosocial development

كتاب (مهارات الحياة، تأليف د. أوسم وصفي، دار الأمين للنشر والتوزيع).

دورة Early Childhood Education (EChldEdu)

 

photo credit: Bigstock

 

0 10992

تأثير المشاكل الزوجية على الأبناء....

تأثير المشاكل الزوجية على الأبناء
shareEmail this to someonePin on PinterestShare on Google+Tweet about this on TwitterShare on Facebook

إنت إللي غلطان.. لأ إنتي إللي ابتديتي!.. ده مش بيت، ده سجن، دي مش عيشة!.. شفت يابني أبوك عمل إيه؟ يرضيكى يا بنتي إللي حصل من ماما؟.. هذه العبارات وغيرها، الكثير من المشاحنات والخلافات التي قد تحدث بين الزوجين على مرأى ومسمع من طفلهما والتي لها الأثر السيّء على نفسية الطفل، بل وعلى تكوين شخصيته ومستقبله ككل فيما بعد.

باختصار.. عايز تتخلص من أي طفل، خلّيه يتفرج على والديه وهما بيتخانقوا! صحيح إنه من الطبيعي أن تحدث خلافات بين الزوج والزوجة، لكن يجب أن تكون بعيدة عن مسامع الطفل، كذلك من المرفوض تمامًا الفضفضة مع الطفل عن الخلافات الزوجية.

اضطراب في الجو الأسري = نمو غير سوي لشخصية الطفل..

 

لماذا؟

أولًا: الطفل ليست لديه الخبرة، أو على الأقل إجابة يرد بها على الوالدين في حالة الفضفضة عن الخلافات معه فينتج عن ذلك شعور بالذنب، لأنه لم يقدم حَلًّا للمساعدة!

ثانيًا: الوالدين بهذه الطريقة بيساهموا في تشويه صورتهم أمام طفلهم دون أن يشعروا.

ثالثًا: للأسف مع تكرارالخلافات بتهتز صورة الوالدين أمام الطفل، ويبدأ بالبحث عن قدوة أخرى، وبالتالي تقبُّله للنصح من والديه مرة أخرى أمر غاية في الصعوبة.

رابعًا: يفقد الطفل ثقته بنفسه، وإحساسه إنه اقل من غيره.

 

جو الاستقرارالأسري يساهم في إحساس الطفل بالأمان والاستقرار النفسي..

كيف؟

إن الشعور بالأمان والهدوء النفسي لدى الأبناء يؤدى إلى نمو شخصية سوية للطفل، فالاسقرار الأسري يلعب دورًا هامًا في منح الطفل الثقة بالنفس، فنتائج العديد من الدراسات والاختبارات الحديثة تشير إلى أن الأطفال الذين ينعمون باستقرار أسري ومشاكل أسرية أقل يتمتعون بنسبة ذكاء أعلى مقارنةً بالأطفال الذين ينشأون في جو من المشاحنات والخلافات المستمرة بين الوالدين.

إضافة إلى ذلك فقد رأى العديد من الباحثين في مجال الطفولة أن الكيفية التي يتعامل بها الوالدان في مواجهة المشكلات الزوجية لها دور هام في شعور الطفل بالأمان أولًا.. حيث وجد الباحثون أن الأمان والاستقرار الأسري يمثل صمام الأمان للطفل. فكلما كانت العلاقة الزوجية بين الوالدين قوية كانت قدرات الطفل على بناء علاقات سوية مع الآخرين أفضل، على عكس الخلافات الزوجية التي من شأنها تدمير شعور الطفل بالأمان، وإحساسه بالضياع، وعدم قدرته على التفاعل مع الآخرين بشكل إيجابي وفعال.

كما وجد أن الخلافات الزوجية بين الوالدين التي يشهدها الطفل، وتتضمن إهانات، أو تتطلب من أحد الزوجين الدفاع عن النفس، أو تؤدى إلى الهم والحزن والخوف، أو التي تنتهي بالطلاق سببًا في إصابة الطفل بالاكتئاب، أو القلق، أو أن يسلك الطفل أو المراهق سلوكيات مُشينة، بالإضافة إلى أن الشجار المستمر وإظهار الخلافات أمام الطفل تترك أفكارًا سلبية عن الزواج قد تستمر لفترة طويلة تؤثر على حياته فيما بعد!

وفي دراسة حديثة أجريت على النساء الحوامل اللاتي يعانين من مشكلات وخلافات مستمرة مع الزوج هن أكثر تعرضًا لإنجاب أطفال مصابون (بالتوحد ) بمعدل 60%، وذلك لتعرض الأم لضغوط نفسية تؤثر على جهاز المناعة لديها، فينتقل إلى الجنين، ويتسبب بحدوث اضطرابات لديهما يجعله مُعرضًا للإصابة.

 

نصائح لتهيئة جو أسري مستقر تقل فيه الخلافات الزوجية:

أعزائى الأهل، إليكم بعض النقاط التي يمكن اتباعها للحد من المشكلات والخلافات الزوجية:

  1. تحديد السبب:

معرفة سبب المشكلة من النقاط الهامة جدًّا لتجنب تكرار الخلاف، والتعامل مع المشكلة على أساس الوصول لحل لهذا السبب، وليس أن يكون الهدف هو إثبات أن الطرف الآخر “غلطان” ومُتحمل المسئولية كاملة عن الخلاف.

  1. البعد عن التذكير بالماضي:

يجب عدم مُعايرة الطرف الآخر بخطئه، وتذكيره الدائم به مع كل مشكله تحدث في كل مرة. مثال: (إنت نسيت إللي عملته)، (مش كفاية إللي عملتيه قبل كده)، لأن هذا من شأنه توجيه رسالة سلبية للطرف الآخر بأنك مهما فعلت فلن أنسى ولن أغفر، وتكون النتيجة مزيد من الشقاق والخلاف الذى يهدم الأسرة ويدمر الأبناء.

  1. المصارحة والمكاشفة:

من الضروري في الحياة الزوجية المكاشفة للطرف الآخر عن التصرفات، أو الصفات، أو المواقف التي حدثت وتضايقه. حيث أن كثرة كتمان المشاعر والسكوت المستمر عن المضايقات ينتج عنه تحويل المواقف البسيطة التي يمكن أن تُحَل ببساطة إلى بركان متفجر من الغضب، وفي هذه الحالة المشكلة لن تكون في الطرف الذى يقوم بالتصرفات التي تضايق وإنما في الطرف الساكت من البداية وقبوله بذلك، لأن الطرف الآخر قد لا يعلم أن هذه الأمور تسبب الضيق والغضب على هذا النحو للطرف الآخر دون أن يشعر، ولذا يجب أن تكون الرسالة: (من فضلك توقف عن هذا فهو يضايقني) فلا بد من احتواء كل طرف للآخر من أجل حياة أكثر استقرارًا.

  1. تضييق دائرة الخلاف:

من الأخطاء الشائعة التي تعمق الخلافات الزوجية، وتهدد كيان الأسرة توسيع دائرة الخلاف ودخول أطرافًا أخرى في الخلاف؛ كالأصدقاء أو أهل الزوجين، وكل شخص منهم يدلو بدلوه في الأمر الذي ينظر إليه من وجهة نظره ومصلحته ورأيه في الزوج أو الزوجة، وهذا يؤدي إلى تعميق الخلافات بين الزوجين، وقد يحدث أن ينسى الزوجين المشكلة ولكن الأطراف المتداخلة لا تنسى ولا تسامح، وهذا قد يجعل الزوجين يدخلون في دائرة مُفرغة من الخلافات والمشاحنات التي لا تنتهي.

تذكروا أنها حياتكم أنتم وليست حياة الآخرين، وليكن طريقة تفكيركم مَبنيّة على فكرة (الواحد للجميع) أي كل فرد بيعمل لمصلحة الحفاظ على كيان واستقرار الأسرة، وليس لمصلحته الفردية فقط.

وتذكروا أن من يزرع وردًا يجني وردًا، والذي يزرع شوكًا يحصد شوكًا.. لكل هذا أبعدوا أطفالكم عن أي خلافات، وحافظوا على أسرتكم الصغيرة حتى لا تشتكوا من عقوق الأبناء فيما بعد، وبعد ذلك تتساءلون.. لماذا؟!

 

د.مروة أحمد فؤاد

مستشارة تربوية ونفسية

 

 

موضيع أخري اخترناها لك

أنت و ابنتك … صداقة مستمرة

أنا بفكر أسيب البيت

8 نصائح لزواج سعيد

 

Photo credit: Bigstock

 

1 2665
ازاي اخلي ابني يسمع الكلام؟
shareEmail this to someonePin on PinterestShare on Google+Tweet about this on TwitterShare on Facebook

.

تسألني أم فاضلة: “ازاي أخلي ابني يسمع الكلام ؟؟؟” يكرر السؤال أب فاضل .. معقبا .. “ابني شديد التعلق بي كيف أوظف هذا الحب ليطيعني؟؟” وكان الجواب ..

سماع الكلام أمر يشغل الأباء والأمهات معا لحل كثير من الأزمات اليومية حتى أن أغاني الأطفال لم تخلوا من التنبيه على سماع الكلام ” ذهب الليل وطلع الفجر .. , قال الأرنب لأمه ….. ” وللمفاجأة هي قضية “مزيفة” .. فليس من المفيد للأباء والأبناء سماع الكلام ..قد يكون مريحا “كالوجبات السريعة ” لكنه ضاااار … كيف ؟ حينما يعتاد طفلك على تلقي الأوامر منك والرضوخ لكِ فإنه سيعتاد ذلك مع الجميع مدى الحياة !!! يعني ذلك أنه سيصبح في المستقبل شخص سلبي.. إمعة ..يُقاد ولا يقود ..بل سيتحول لديكتاتور بشكل يرهقك ويرهق الأسرة بأكملها ويرهق أسرته في المستقبل وبالتأكيد ليس هذا ما تريدونه ..

كل ماتطمح إليه هو لحظات هادئة مع طفلك بعيدا عن التوتر والشد والجذب ..فكيف تحقق هدفك دون أن تمحو شخصية طفلك ؟؟؟

بداية عود نفسك وطفلك على المفاوضات ومبدأ ” الكل فائز” فبدل من : “اغلق المياه وأخرج من الحمام فورا “ قل مثلا ” أخشى أن تبتل ثيابك وتصاب بالبرد ما رأيك في أن أحضر لك أسفنجة وفوطة مبللة لتمسح الحائط “.

ثانيا : لا داع لأخذ دور الآمر الناهي مع أبنائك تحلى ببعض المرونة وفكر هل في الأمر خطورة فعلا أو ضرورة أم أنه رأي .. مثلا أن يرتدي طفلك ملابس بعينها .. ما المشكلة لو تركت له الحرية في أن يخالفك .. حتى لو بدت الثياب غير مناسبة فقط اتركة يقرر و يتحمل العواقب.

ثالثا : ضع الحب والإحتواء والتقبل والهدوء النفسي أولوية في علاقتك مع أطفالك قبل الإنضباط .. مثال أنك وعدت طفلك بالخروج للنزهة و أثناء الإستعداد لها حدثت مشاجرة عنيفة بينه وبين أخوه .. لا تعاقب بعدم الخروج ..قدم الحب والأمان على الانضباط .. يمكنكم مناقشة الأمر أثناء الطريق والوصول لأفضل النتائج بدلا من العقاب الذي يتبعه توتر في الأسرة.

رابعا : في حالة تعارض المصالح .. قدم بدائل مثال : ” تود أن تستخدم الكمبيوتر في الوقت الذي يود طفلك في اللعب به .. جهز له بطاقات ملونة وألوان كبدائل .. أو قم بتشغيل كارتونه المفضله” بدلا من : ” لقد كرهت استخدام الكمبيوتر من الحاحك .. اتركني “.

أخيرا : أوجد لنفسك آليات لتفريغ توترك بدل من تفريغها في أطفالك وعود نفسك على استخدام نبرة صوت هادئة حنونه حتى لو أخطأوا…

أ.هاجر محمود

أخصائية نفسية ومدربة أسرية

 

1 4353
الأباء تحديات تربوية غير تقليدية الأبناء تربية ملكا طفل ثقة بالنفس
shareEmail this to someonePin on PinterestShare on Google+Tweet about this on TwitterShare on Facebook

 

يواجه الكثير من الأباء تحديات تربوية غير تقليدية مع أبنائهم. لم تعد تربية الأبناء سهلة كما كانت في زماننا بل صارت تتفاوت شكاوي الأباء من تصرفات أبناهم بداية من الكذب أو الشجار مع إخواتهم المستمر و انتهاء (للأسف في بعض الحالات) بشكوي عن سرقة الإبن زملائه في المدرسة أو العقوق لوالديه بل و قد يصل الأمر في بعض الأحيان أن تكون “طفلة” لكن لها حبيب تصاحبه! أو أن طفلا في الإعدادية لكنه يتعاطي البانجو أو المخدرات حتي أني سمعت يوما عن طفلا في التاسعة من عمره اكتشف أهله أنه يقوم يشاهد أفلام البورنو!!!

لكن ما هو الحل؟ جلست أتأمل فوجدت الحل سهلا! الحل ببساطة أن يتربي إبنك علي أن له قيمة…و علي معالي الأمور…لا تعامله علي أنه طفل مدلل…لقد أصبحنا نري في مجتمعنا من هو في 17 من عمره و يطلقون عليه صغير!

في كتاب العادات السبع للمراهقين الأكثر تأثيرا حكي شين كوفي قصة حقيقية من التاريخ عن أحد الملوك الغربين و كان ملكا فاسدا. و كانت الحاشية من حوله فاسدة و كانت تريد السيطرة علي هذا الملِك حتي يتسني لها السيطرة علي البلاد و التصرف كما يشاؤون. فكانت حاشية الملِك تلهيه بكل الشهوات من نساء و خمور و أموال و ملابس حتي بات الملك مشغولا بشهواته و ملذات الدنيا عن الحكم و نجحت خطة الحاشية. ثم مات هذا الملِك و جاء الدور علي ابنه الشاب ليتولي مقاليد الحكم. فقررت الحاشية أن تفعل معه كما فعلت مع والده من قبل ليتمكنوا من السيطره عليه هو الآخر. فأخذوا الملِك الشاب و وضعوه في قصر و ملئوا القصر بالنساء و الخمور و الأطعمة و كل الشهوات. و تركوه في هذا القصر فترة من الزمن ثم عادوا اليه فوجدوه لم يقرب أيا من هذه الشهوات!…و وسط ذهول الحاشية سألوه لماذا لم تقترب من هذه الأشياء؟ فجاءهم الرد المفحم “لم أكن لأقرب هذه الشهوات….لقد ودلت كي أكون ملكا”…..

و تتكر هذه النماذج في تاريخنا كثيرا…فهذه هند بنت عتبة…في ذات يوم رآها بعض الناس ومعها ابنها معاوية، فتوسموا فيه النبوغ، فقالوا لها عنه : إن عاش ساد قومه. فلم يعجبها هذا المديح فقالت في إباء وتطلع واسع : ثكلته إن لم يسد إلا قومه…هكذا ربت ابنها و جعلت هدفها أكبر من “مجرد أن يكون سيدا في قومه!” و هذا محمد الفاتح أخبره معلمه أنه قد يكون هو من يفتح القسطنطينية…فكان هو من فتحها! نعم هكذا يربي الرجال…لا تتركي أبنائك للفراغ يأكل أوقاتهم و الكارتون و ألعاب الفيديو جيم تأكل عقولهم بل ضعي له حلما و هدفا إجلسا سويا و احلاما معا ماذا سيصبح أو سيفعل إبنك غدا عندما يكبر…احضري له الكتب – المخصصة للأطفال – التي قد ترتقي بتفكيره و أحلامه…قومي بتربية ملِكا أو فارسا بداية من نظرتك إليه و تعاملك معه… لا تقللي من شأنه ارتقي به و بأفكاره و اجعلي له حلما أو هدفا أو قضية….و تذكري أنتِ أيضا أنك تربي ملكا!

[ إقرئي أيضا : حكاياتي مع دادي – التلفزيون ]

[ إقرئي أيضا : ماذا يفعل التلفزيون بعقول أبنائنا ]

[ إقرئي أيضا : حددي أهدافك ]

[ إقرئي أيضا : ابني مكتبة لأولادك ]

نعم فالملوك الحقيقيون لا يمكن أن يدمنوا المخدرات!

سارة طاهر

مدربة تربية إيجابية معتمدة

 

*في الصورة عرش نابليون

 

0 4402
الحياة الصحية و الطعام الصحي
الحياة الصحية و الطعام الصحي
shareEmail this to someonePin on PinterestShare on Google+Tweet about this on TwitterShare on Facebook

الحياة الصحية و الطعام الصحي…

  أصبح الاهتمام بالصحة هو حديث الساعة, سواء عن طريق ممارسة الرياضة والأكل الصحي أو تغيير أسلوب الحياة بالكلية. لكن بعض الناس لا تجد وقتا أو لا تستطيع تحمل تكاليف الذهاب إلي جيم ،كما أن الكثيرين لا يدركون كيفية جعل الأكل اليومي للأسرة صحيا أكثر.

  الأكل الصحي مهم جدا, فحتي إذا قمتِ بممارسة الرياضة دون الأكل الصحي لن تتحسن صحتك – أو وزنك – لذلك ينبغي عليك أن تأكلي فواكه وخضروات أكثر، قومي بطهي طعامك بالمنزل و تجنبي الوجبات السريعة و الأطعمة المصنعة.

  بعض النساء تظن أن الأكل الصحي مكلف وسيرفع ميزانية المشتروات ولكن الأمر ليس كذلك، بل يمكنك أن توفري لنفسك ولأسرتك طعاما صحيا مع الالتزام بميزانية المنزل. الحل الأمثل هو تحديد قائمة أسبوعية للوجبات، تفقدي المواقع المتخصصة في الأكل الصحي لتتعرفي إلى أفكار مختلفة، تسوقي أسبوعيا و اشتري ما تحتاجين واختاري دائما البدائل الصحية، اشتري الخبز الأسمر والسكر البني والأرز البني بدلا من الاختيارات الأخري غير الصحية، اهتمي بشراء الزبادي والفواكه والشوفان بحسب قائمة الطعام الأسبوعية التي حددتيها.

  تأكدي دائما أن الوجبات يتخللها خضروات وفواكه، اختاري بين المجمد والطازج واعلمي أن الخضروات والفواكه المجمد يتم قطفها في موسمها في أفضل حالتها وبالتالي تحتفظ بفائدتها أكثر بعكس الطازج الذي يتم شحنه من منطقة إلي أخري وهذا يجعله يفقد بعضا من قيمته الغذائية.

  حاولي دائما أن تشجعي نفسك وأفراد أسرتك علي الأكل الصحي، استخدمي PactApp ابليكيشن والتي تقوم بتشجيعك علي الحياة الصحية .. جربيها ولن تندمي إن شاء الله، وأيضا Myfitnessapp التي تساعد في التحكم بكمية السعرات الحرارية والأطعمة التي تأكليها.

ايضا اذا اضطررتي لشراء طعام جاهز احرصي ان تطلبي مع الأوردر سلطة. أغلب محالات الأطعم الجاهزة توفر طبق أو طبقين من السلطة علي الأقل حتي مطاعم البرجر. و إبدئي طعامك بالسلطة انتي و أفراد أسرتك ثم يمكنكم أكل بقية الطعام.

  الشق الآخر للحياة الصحية هو ممارسة الرياضة، هناك العديد من الطرق لممارسة الرياضة من المنزل دون الحاجة للالتحاق بالجيم، فإن لم يكن لديك المال أو الوقت أو من يجالس أطفالك فهناك دائما طرق تسهل عليك ممارسة الرياضة بالمنزل، يمكنك شراء DVD التمرينات الرياضية (مع الحرص علي عدم الاستماع للموسيقي)، ولو كنتِ تملكين ألعاب الفيديو جيم يمكنك ممارسة الرياضة معها فهناك برامج التمرينات الرياضية لكل ألعاب الفيديو جيم تقريبا مثل wii  ونحوها و بأسعار معقولة جدا، كما يمكنك إيصال هذه الألعاب بالانترنت وتحميل ألعاب التمرينات الرياضية وهذا قد يشجع العائلة كلها علي ممارسة الرياضة.

  يمكنك أيضا الحصول علي أبليكشن للتمرينات الرياضية علي جهازك المحمول، قومي بعمل التمرينات كلما توفر لديك بضع دقائق. بعض هذه التطبيقات يكون مجانيا والبعض بمقابل مادي بسيط مثل:

  1. Coco’s workout world ، وثمنها 2.99 دولار.
  2. Gain Fitness ، وهو تطبيق مجاني.
  3. Sworkit pro ، وسعرها 99 سنتا.
  4. Johnson & Johnson official 7 min workout App ، وهو تطبيق مجاني ويصلح للمبتدئين.

  لا تتحججي بالأعذار كي لا تأكلي أكلا صحيا أو لا تمارسين الرياضة، فهناك العديد من الطرق لمساعدتك علي ممارسة الرياضة والأكل الصحي، و تذكري دائما أن أسلوب الحياة الصحي هو أفضل طريقة للوقاية من الأمراض.

*ينبغي مراجعة الطبيب قبل تحديد نظام غذائي أو اختيار نظام رياضي.

فريق عمل مج لاتيه

مواضيع أخري اخترناها لك:

عام بدون سكر! (تجربة واقعية)

الصورة: Bigstock

 

0 1663
الثقة في النفس
shareEmail this to someonePin on PinterestShare on Google+Tweet about this on TwitterShare on Facebook

 

سارة سليمان تكتب عن الثقة  في النفس:

Self esteem is a judgment, Self confidence is a feeling!!

عجبني أوي في فِكْر مايكل هول إنه بيفَرَّق بين الاتنين! بيفَرَّق بين الحُكْم إللي مَبني على فِكْر في العقل إن الواحد يكون عنده “تقدير للذات” (self esteem) وبَيّن إن الواحد يكون عنده  ثقة في النفس (self confidence). أعتقد إن إحنا عُمْرِنا أصلًا ما كُنّا بنفَرَّق بينهم، وغالبًا بنخْلِط دايمًا الاتنين مع بعض، وبنكتفي بالتفكير والكلام عن الثقة  في النفس.

زي ما قُلْت، الثقة  في النفس ده شعور: أنا واثق من نفسي, واثق إني أقدر أسوق, واثقة إني بَعرف أطبُخ. بالتالي الشعور ده بيتْبِني عليه “فعل”. إني فعلًا أستخدِم مهاراتي وأسوق، أو إني فعلًا أفَنِّن وأطبُخ لبيتي وأولادي. الفعل ده لإننا بشر عاديين، ممكن أحيانً نُصيب، وممكن نُخطئ. يعني أنا ممكن مَرّات وأنا سايقة أعَدّي السُرْعة المسموحة وآخُد مخالفة, ومَرّات ممكن أبقى عايزة أطبُخ حاجة حلوة أوي بس تتحِرِقْ مِنّي. إذا الفعل ده شئ، فأنا بحاول وبَجتهد فيه جدًّا، لكن هو دايمًا عُرْضة للنجاح أو الفشل. إحساسي إني أقدر مش معناه إني لازم أنجح, بالعكس أنا أقدر وواثق من قُدْراتي إللي بِناءًا عليها حَجَرَّب مَرّة وأفشل فأجَرَّب تاني، وهكذا.

لكن تقدير الذات أو الـ (self esteem)  ده حُكْم الإنسان على نفسه. يا إمّا الإنسان يقَدَّر نفسه ويحترم ذاته يا إمّا العكس. الإنسان إللي بيحترم ذاته وبيقَدَّر ذاته ده إنسان عنده وعي وإدراك بـ “هو مين؟ وقيمتُه إيه؟”. كل إنسان ذو قيمة, مفيش إنسان مالهوش قيمة، أو مثلًا قيمة واحد أعلى من قيمة التاني. إنت إنسان فإذن إنت أعلى، وأسمى، وأرقى من إن تقديرك واحترامك لذاتك يتْهَزّ. بالتالي تقدير الذات إللي هو حاجة سامية جدًّا ورفيعة المقام جدًّا دي المفروض تكون دايمًا عالية, وفي مقام مُرْتَفِع. إوعى أبدًا تقديرك لذاتك أو احترامك لذاتك يتْهَزّ, هو ده أغلى ما يملكه الإنسان.. إنك إنسان ذو عقل، وفِكْر، وقُدْرات، ومهارات. ممكن أتصَوَّر إن واحد ثقته في نفسه تتْهَزّ, إنه يخاف من الفشل، أو يخاف من المحاولة لأي سبب كان, لكن لا يمكن أتصَوَّر أي حد تقديره أو احترامه لذاته يتْهَزّ. تخَيَّلوا المعنى ده كويّس: إن واحد يبَطَّل يحترم إنه إنسان؟! إن واحد مايفرقش معاه إنه موجود, إنه كائن! ده يعيش إزّاي؟ أتصَوَّر ساعتها إن إنسان بالفِكْر ده ممكن حتى يختار إنه يبَطَّل يعيش!!

عشان كده لمّا قرأت في الفِكْر ده -فكرة التفرقة بين تقدير الذات والثقة بالنفس- حَسّيت بالإيجابيّة.. إيه يعني إن الواحد يفشل؟ إيه يعني إني مانجَحْش من أوِّل مَرّة, عادي, حَجَرَّب تاني وتالِت، وحَكون فخورة إني بَحاول, وحَتفضل دايمًا عندي الفكرة.. إني إنسان! أنا كائن موجود، حَيّ، عايش وِسْط الناس، له قيمة وله فِكْر.. بالتالي أقدر دايمًا أجَرَّب، وأقدر دايمًا أخطئ، وده عادي ومفهوم بالنسبة لي, لإن تقديري لذاتي عُمْره ما بيتْهَزّ, وبالتالي ثقتي في نفسي حَتكون دايمًا عالية. بالفكرة دي، والحياة بالأسلوب ده هو ده إللي يصنع الإصرار والاستمرار. الحياة بالطريقة دي هي مصدر الإيجابيّة, هي مصدر النجاح. تخَيَّلوا لو رَبِّينا أولادنا على كده, إن إنت لا تُقَدَّر بثمن! إنت مُحْتَرَم ما حَييت. إغلط.. مش مهم, لمّا تغلط حَتتعَلِّم، ولمّا تجَرَّب حَتفهم. تخَيَّلوا الأولاد دول حَيتبني إيه في عقولهم؟ حَيَنْتُج عنهم إيه؟ حَيَنْتُج عنهم عَزْم, قوّة, إيجابيّة, إصرار, نجاح.. وأكتر!

فَرَّق كويّس بين إنت إيه؟ وإنت تقدر تعمل إيه؟

إنت إيه؟ إنت إنسان. إنت تقدر تعمل إيه؟ إنت تقدر تعمل حاجات كتير, منها إنك تحاول فتفشل، ومنها إنك تحاول فتنجح.. صَدَّقْني حَتِفْرِق!

فُتُّكُم بعافية..

 

سارة سليمان

مُدَرِّب علاقات زوجيّة مُعْتَمَد، ومُمارِس مُعْتَمَد في الـ NLP  و APG

 

مواضيع أخري اخترناها لك:

مش عايز حد!

10 عادات للنجاح و السعادة

علي الحلوة و المرة

 

photo credit: bigstock